تحركنا في هذه المسيرة هوعلى أساس أننا أمة محمد نتأسى به كل المواقف

عمران نت/ 23 / نوفمبر 2018م

من هدي القرآن الكريم

لكن يجب أن نعرف بعض الأمور تتعلق بنا نحن أمته، يجب أن نعرف ارتباطنا بهذا الرسول أنه ولينا, له علينا ولاية، ولَّاه الله علينا حينما قال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}(الأحزاب: من الآية 6) هذا جانب من العلاقة به، علاقة الولاية، أنه ولينا له ولاية علينا أولى بنا حتى من أنفسنا، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ}(المائدة: 55) ولايته علينا بعد ولاية الله وهي امتداد لولاية الله العظيم.

هذه الولاية وهذه القيادة له علينا أيضاً تابعاً لها حق الطاعة وطاعته من طاعة الله {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}(النساء: 80) {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ}(النساء: 64)، الرسول يمثل بالنسبة لنا القدوة الأول الذي به نقتدي – هذا ما يجب علينا – وبه نتأثر وعلى أساس تحركه نتحرك، هكذا علمنا الله في القرآن الكريم، وهكذا خاطبنا الله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}(الأحزاب: 21) وهذا شيء للأسف، للأسف الشديد أضاعته الأمة، مسألة الإقتداء بالنبي، التأسي به، التأثر به، التحرك على أساس تحركه، والوقوف على أساس مواقفه أضاعت الأمة ذلك، وكان البديل ارتباطات أخرى، ارتباطات سيئة.

عندما نتأمل – أيها الإخوة المؤمنون – في واقع أمتنا اليوم وما وصلت إليه من ذل وهوان، ونعرف أن سبب هذا الذل وأن وراءه وما أوصل إليه هو ابتعادها عن رسالة الله، وعن دين تلك الرسالة التي كانت ستكفل لهذه الأمة أن تكون أمة عظيمة فوق كل الأمم، وأمة عزيزة وأمة موحدة وأمة لا مكان داخلها للظلم ولا للمنكر ولا للفساد ولا للطغيان، لكن الانحراف عن هذا، الانحراف عن رسالة الله ورسوله هو الذي أوصل الأمة إلى ما وصلت إليه, ومن شقاء أيضاً وحالة يمكن توصيفها بأنها حالة عذاب {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً}(الطلاق: 8-9).

أيها الإخوة المؤمنون نحن في هذا الاحتفال نؤكد ما أكدنا عليه مرات متعددة: أن تحركنا في هذه المسيرة المباركة التي نتحرك فيها ونقدم فيها الشهداء ونواجه فيها الأعداء ونلاقي فيها أي عناء، إن تحركنا في هذه المسيرة هو على أساس هذا الارتباط، على أساس أننا أمة محمد، نحن لسنا أمة بوش ولا علي عبد الله ولا أوباما ولا أي طاغية ولا أي مستكبر، نحن قبل أن ننتمي إلى أي انتماء ننتمي إلى الإسلام، وقبل أن نتأثر بأي رجل نتأثر بمحمد ونقتدي بمحمد ونسمع لمحمد ونطيع لمحمد.

والمنهج الذي تحرك على أساسه محمد، والطريق الذي سار فيه، والتعاليم التي كان يلتزم حتى هو بها لا زالت باقية إنها القرآن الكريم، الرسول نفسه الذي يقول له الله: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ}, وكان يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} هكذا كان الرسول بنفسه، هو بنفسه كان متبع للقرآن الكريم، يتحرك بحركة القرآن الكريم، يتحرك على أساس تعاليم القرآن الكريم على هذا الأساس، هذا نهجه وهو باق، القرآن الكريم منهاج محمد والتعاليم التي تحرك على أساسها هو موجود بيننا في هذا العصر وقبل هذا العصر وإلى ما بعد هذا العصر حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو حجة الله على عباده.

إننا في هذه الأمة يجب أن نستذكر هذا، أننا أمة محمد وأمة القرآن، فإذا كان لنا أن نتأثر بشخص، أن نتأثر برجل فإنه قبل كل أحد هو محمد، وإذا كان لنا أن نقبل تعاليم، أو أن نتحرك على أساس توجيهات، أو أن نتبع شيئاً يُقدم لنا فإنه قبل كل شيء هو كتاب الله المنزَل، آياته، أوامره، توجيهاته العظيمة.

نحن عبيد لله وعلى أساس عبوديتنا لربنا العظيم سنتحرك ولن نقبل أبداً أن يستعبدنا أحد، لن نقبل من أحد أبداً أن يبعدنا عن تعاليم القرآن، أو أن يبعدنا عما كان عليه محمد ولو فعل ما فعل، مهما كان.. ولو حصل ما حصل من أحداث وحروب أو ما شابه، لن يؤثر علينا شيء ولن يغير موقفنا شيء.

إذا كان لنا أن نخاف فإن من نخاف منه ومن جبروته ومن بطشه هو الله الملك الجبار المتكبر ملك السماوات والأرض، وإذا كان لنا أن نرغب إلى أحد فإن رغبتنا بالتأكيد هي إلى الله وإلى ما عند الله وفيما وعد الله، وهذه مسألة واضحة؛ إنه الشيء الطبيعي لهذه الأمة أن تكون على هذا النحو، أن يكون القرآن ومحمد هو الشيء الأساسي في مواقفها، في تحركها، في ولاءاتها، في عداءاتها، ونهجاً لحياتها ونظاماً لحياتها، هذا هو الشيء الطبيعي.

نحن لا نقول نكراً من القول ولا مستغرباً من الكلام، المستغرب من الكلام والمستغرب من القول من يريدون أن يبعدونا عن دين الله! من وجهوا ولاءاتهم – بدلاً من أن تكون لله – إلى الغرب، إلى أمريكا، من تتحدث كل نشرات أخبارهم في كل مساء ليلة عن لقاءات متواصلة مع الأمريكيين، يتلقون منهم التعليمات والتوجيهات وما شابه ذلك.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من خطاب السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة المولد النبوي الشريف

للعام الهجري 1430هـ

مقالات ذات صلة