المولد النبوي بين الترغيب والترهيب

عمران نت/ 1 / نوفمبر 2018م

بقلم / عفاف محمد

نما في قلوبنا حب محمداً عليه ازكى الصلوات وعلى آله الكرام ..
عرفناه ذاك الصادق الأمين ذو الخلق العظيم ..
فاز من تخلق بخلقه حيث وهو قدوة عظمى يباهى بها.
قد احسن توصيفه الكاتب عباس العقاد وقال فيه فرائد الكلام
قال عنه الكتابة عنه عمل تهنأ به النفس وتنشرح له الصدر ويتفتح معه القلب ويأخذ بمجامع اللب وتستريح في ظله الخواطر وتتسع في رحابه الابصار والبصائر ..
وكيف لا! وهو نبع صافي وري شافي وهدى كافي وسيرته العطرة لاينضب معينها ولا يجف مدادها.

رسولنا الأعظم لن تفيه الكلمات حق قدره وهو معلم البشرية ومثال الإنسانية وملتقى الفضائل كلها.

بعيدا عن التكلف في الوصف الكل يعرف من هو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ..

هاشم هذه اللقب الذي اقلق المضاجع وأثار الحقد في قلوب البشر الذين يكرهون الخير
منذ ايام صدر صدر الإسلام وسيدنا عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله الطيبين الكرام يلاقي اهوال وشرور واضغان دفينة.
ولكن بالرغم من ذلك انتشرت دعوته واملت البطحاء عدلاً وأمان وامتلأت الصدور ايمان وتشبعت به في ظل الدعوة الاسلامية العالمية الشاملة.

لن نذهب للبعيد ..لطالما كان الاحتفال بالمولد النبوي محط جدل والسبب آفات الافكار التي خلفها الحاقدين على الدعوة الإسلامية وعلى شخص الرسول الكريم.
من اختاره الله جل شأنه دونا عن كل البشر.
بالأمس القريب وفي خضم الاحداث المتسارعة كانت جماعة ما تتقنص بالسلاح كل سيارة ملونة باللون الأخضر! !
في الاحتفالية بالمولد الكريم وهذا من شأنه ان يدعونا للتأمل الى اي حد قد وصل الجهل والحقد والخبث ..
حاربوا هذه المناسبة لسنوات خلت وقالوا عنها بدعة ..
كانت مناسبة قد احاطوها بالترهيب. والمؤلم ان هناك من انجر وراء هذه الافكار المسمومة وظل يجادل ويجادل ويجادل بأن هذا الاحتفال مجرد بدعة وطقوس لمكون معين وما الى ذلك من تراهات.
اوليس هو رسول البشرية جمعاء!
اوليس هو الهادي من الظلال!
ايهما احق بالأحتفال الشجرة!
ام الأم!
ام الحب!
كلها اعياد ابتهجنا بها واحتفينا ..
اليوم الثقافة القرآنية احيت مفاهيم كانت قد ذبلت ولو قسناها بميزان المنطق لكانت اثبتت احقيتها وصوابيتها ..اجل.
لنكون منطقيين ..كان الغدير والمولد النبوي أحد اهم اسباب الحروب الست من فئة باغية تخدم الوهابية وتمشي على نهجها الخاطئ الذي يخدم مصالح خارجية تسعى لافساد الدين وقيمه ومثله.
صورا لنا رسول الله بشكل مختلف عن الواقع وصار ابن تيمية وابن حنبل هما المرجع الديني بدل من سيد الخلق!
غيبوا سيرته الجليلة وحرفوها. فصارت امور اساسية هي مصدر ترهيب لاترغيب في حب رسول الله.
اليوم الحمدلله وبفضله عرفنا الكثير وتجلت الحقائق ..من بعد ان زارنا النور الذي جأنا عبر الثقافة القرآنية الشريفة.لأماتة الباطل.
اليوم سنحتفل بالمولد بعد ان تشبعت رئتنا بمفاهيم عظيمة وادركنا اهمية التنقيب عن السيرة النبوية الصحيحة .
اليوم لم تعد الأمور كما كانت عليه
ستكسي اليمن بحلتها الخضراء وننعم بذكر الرسول والصلاة عليه وعلى آله ونحيي مناقبه ونستفيد من كل تجاربه.

اليوم ادركنا اهمية المولد النبوي الذي كانت الرؤى حوله مشوشة.
مابين الترغيب والترهيب.
الحمدلله على نعمة الهداية.

مقالات ذات صلة