عندما تتحدث أمريكا عن مبادرة سلام فاحذروا من دسها السم في العسل

عمران نت/ 31 / اكتوبر 2018م

بقلم / عدنان علامه

حرك بومبيو مبادرات السلام ووقف إطلاق النار فجأة ودون سابق إنذار. وهذا التحرك يثير الريبة والشك. وهذا كلام حق يراد به باطل . فبومبيو ساوى بين الجلاد والضحية وهو يسعى لتثبيت وقف إطلاق النار وسحب المجاهدين عن الحدود مع جار السوء ولم ينبت ببنت شفة عن إنسحاب الإحتلال السعودي والإماراتي ورفع الحصار .وشاءت الظروف أن يأتي الإعلان بعيد دخول الصواريخ اليمنية الباليستية الذكية (بدر 1- P) الخدمة الفعلية باستهداف معسكر للمرتزقة وكانت الإصابة دقيقة جدا جدا جدا . هذا إلى جانب إرتدادات مقتل خاشقجي وزيارات بومبيو المكوكية بين السعودية وتركيا والمنامة . والأهم من ذلك فأمريكا تريد إخراج السعودية من وحل الذل في اليمن للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه لعدم تحقيق أي هدف من أهداف العدوان الكوني . ويجب أن يبقى في الأذهان أن أنصار الله مع كل مبادرة سلمية شاملة على أن تكون عادلة وتحافظ على كرامة وحقوق الشعب اليمني . وكما نعلم فإن الشيطان يكمن في التفاصيل . وأمريكا مختصة بتمرير المشاريع الخبيثة من خلال شعارات براقة مثل السلام ووقف إطلاق النار . وسنتابع سويا تحليل مضمون مبادرة بومبيو لتتأكدوا بأن أمريكا تريد أن تحقق الإنجازات لصالح دول تحالف العدوان بالسياسة والمراوغة ما لم يستطيعوا تحقيقه بعد أكثر من 1300 يوم من عدوان كوني على الشعب اليمني .

لقد نقلت التصريح الحرفي لمبادرة بومبيو وسأقوم بالتعليق حيث تدعو الحاجة لفضح تمرير السم في العبارات المعسولة. ولتبيان الخبث الأمريكي لإنقاذ حليفهم بن سلمان من شد الخناق عليه أكثر فأكثر حول رقبته جراء الآلية الوحشية التي قتل فيها خاشقجي .

نص تصريح بومبيو

واشنطن تدعو إلى وقف إطلاق النار والغارات الجوية للتحالف في اليمن

آخر تحديث : 31/10/2018

نص فرانس 24

دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إلى وقف كل الغارات الجوية في المناطق المأهولة. من جهته دعا وزير الدفاع جيم ماتيس إلى وقف لإطلاق النار في البلاد وإجراء محادثات سلام.

التعليق

الصياغة اقتصرت على وقف الغارات على المناطق المأهولة فقط أي الغارات على الجبهات مسموحة ومستثناة من أي إتفاق !!!!!

طلبت واشنطن الثلاثاء التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إلى وقف كل الغارات الجوية في المناطق المأهولة.

التعليق

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان “حان الوقت الآن لوقف الأعمال العدائية، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وغارات الطائرات المسيّرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون باتجاه المملكة العربية السعودية والإمارات العربية”.

التعليق

من المرفوض كليا وصف إستهداف السعودية والإمارات بالأعمال العدائية لأنها أعمال دفاعية ؛ فالسعودية والإمارات يحتلان أجزاء من اليمن ومن حق الشعب اليمني أن يدافع حتى تحرير كل حبة تراب محتلة . وهذا يثبت مدى فعالية عمل الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية

وتابع”وبالتالي الغارات الجوية للتحالف يجب أن تتوقف في كل المناطق المأهولة في اليمن”.

من جهته دعا وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الثلاثاء إلى وقف لإطلاق النار في اليمن وحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون الثلاثين يوما المقبلة.

التعليق

لقد تعمد بومبيو على عدم تحديد جميع الأطراف فقوات الإحتلال الإماراتي والسعودي هما القوات المؤثرة والفاعلة والداعمة والمحركة للأطراف اليمنية الأخرى.ويجب أن يكون التفاوض بينهم وبين أنصار الله مباشرة لتأمين الإنسحاب الكلي من كافة الأراضي اليمنية إلى الحدود الدولية التي كانت عليه قبل 25 مارس 2015 مع اليمن .

وصرح ماتيس خلال مؤتمر في واشنطن “نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار”.

وتابع ماتيس الذي كان التقى نهاية الأسبوع الماضي العديد من المسؤولين العرب على هامش حوار المنامة، “علينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوما المقبلة (..) وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد” للمضي في الأمر.

وأوضح أن وقف إطلاق النار يجب أن يتم على قاعدة انسحاب المتمردين الحوثيين من الحدود مع السعودية “ثم وقف قصف” التحالف الذي تقوده الرياض والمدعوم من واشنطن.

التعليق

إن الشياطين تكمن في التفاصيل وفي حرف عطف واحد فالشرط التعجيزي أولا إن ينسحب “المتمردين الحوثيين” من الحدود مع السعودية بدون أي ضمانة ؛ وجاء حرف العطف “ثم” ليفرض المحال ليتوقف القصف. والنحويون واساتذة اللغة العربية يدركون أن العبارات تم اختيارها بعناية فائقة لتخفي النوايا الخبيثة لأمريكا .

وأضاف ماتيس أن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفبث “جمع” مختلف الأطراف “في السويد” دون أن يحدد بدقة مكان الاجتماع ومن سينظمه.

وكان المبعوث قد حاول في أيلول/سبتمبر تنظيم مباحثات سلام في جنيف لكن الحوثيين لم يشاركوا فيها.

عودا على بدء السيد ماتيس يزيف الحقائق ؛ فهناك فرق شاسع بين ان الحوثيين لم يشاركوا وبين أن السعودية منعت الحوثيين من المشاركة ، وذلك بإعاقة السفر بوضع شروط تعجيزية لسفر الوفد وتقصير أو قصور السيد غريفيث في التأكد من حصوله على الإذن بإقلاع الوفد مع طائرة الأمم المتحدة أو بطائرة عمانية .

وقد أغفل السيد ماتيس عمداً قضية حل الحصار الجائر الذي يهدد حياة اكثر من 22 مليون شخص بالموت جوعا مقابل إيجاد مخرج لمحمد بن سلمان . وغيّب أيضا قضية الأسرى والأهم من ذلك كله فقد تناسى قضية إعادة الإعمار ودفع التعويضات لأهالي الشهداء والجرحى .

ويبدو أن أمريكا تعهدت برعاية الترتيبات وبما ان المكتوب يقرأ من عنوانه فأن أمريكا طرف غير موثوق ولا يلتزم بتعهداته. وهذه الشروط هي شروط استسلامية وبدون أية ضمانات .

وإني أعتقد بأن مبادرة السلام ووقف إطلاق النار يجب ان تتضمن التالي :-

1- تعهدا سعوديا بعدم الغدر وشن أي إعتداء على اليمن .

2- إعلان وقف إطلاق النار على كافة الإراضي اليمني بضمانة دولية .

3- رفع الحصار الفوري عن كافة المنافذ اليمنية والبدء بإرسال المساعدات الغذائية والدواء بشكل فوري وضمان سفر الجرحى للعلاج في الخارج .

4- الإنسحاب الفوري لقوات الإحتلال الأجنبية من سقطرى وكافة الأراضي اليمنية على أن تنسحب القوات السعودية إلى الحدود الدولية المعترف بها للبلدين .

5- تسليم لوائح بكافة الأسرى وأماكن دفن المفقودين وتتم المبادلة عبر جمعيتي الهلال والصليب الأحمر المحلي والدولي .

6- تجتمع كافة الأطراف اليمنية برعاية سويسرا على الأراضي اليمنية بعد إنسحاب آخر جندي من قوات الإحتلال السعودي والإماراتي عن الأراضي اليمنية. ويتم الأتفاق على موعد للإنتخابات النيابية والرئاسية بإشراف سويسرا .

7- تقوم الجهات المنتخبة لتحديد نوعية الحكم ضمن اليمن الموحدة .

8- دفع التعويضات لأهالي الشهداء والجرحى والتعهد بإعادة الإعمار لكل ما تسبب به تحالف العدوان من أضرار .

9- الأسلحة الصاروخية والطائرات المسيرة ستكون بيد الجبش الوطني بعد إعادة تأهيله ودمجه .

10- إعادة نقل البنك المركزي إلى العاصمة صنعاء .

قد يتعجب البعض أختياري لسويسرا لرعاية السلام والخطوات المتعلقة به . وأرد بان الأمم المتحدة تخلت عن دورها الإنساني في اليمن ولم تنفذ صلب مهامها بموجب الإتفاقات الدولية لحماية المدنيين في اليمن في حالة الحرب .

وبناء عليه فعلينا أن نأخذ حذرنا من ألاعيب ومؤامرات أمريكا والمجتمع الدولي الذي زود دول تحالف العدوان بالأسلحة ومنع عن الشعب اليمني الغذاء والدواء .

أعتقد بأن هذه البنود المعقولة تحفظ للشعب اليمني حقوقه في أرضه وأقتصاده وحريته في اختيار من يمثله ليقرر كافة شرائح المجتمع اليمني كيفية الحكم في يمن واحد موحد .

وإن غدا لناظره قريب

مقالات ذات صلة