يا عليّ وحبّكَ واجبُ

عمران نت/ 2 يونيو 2018م

بقلم / أشواق مهدي دومان
 
وجب حبّك يا عليّ بن أبي طالب..
فهل حبّكَ مجاملة ؛ لأنّكَ ابن عم الرسول الأعظم؟
هل نجاملكَ لأنّكَ زوج سيّدة نساء العالمين؟
هل نحبكَ لأنّ سبطي رسول الله ولداكَ؟
فإن كانت هذه هي الحكاية فقد كان حبّ أبي لهب أولى ؛ ولئن كنتَ ابن عم الرسول فأبولهب عمه…
ولكن شتّان بين الإيمان كله والكفر كله..
ياعلي :استمع وأنصت لنا حين نباهي العالم بحبك ؛ فليس حبنا إلا عن وحي يوحى علّمه الله سيدنا محمد فعلّمنا…
ياعلي:
نحبّك لأنّكَ وليد الكعبة ،التي أقام أعمدتها جدّك إسماعيل بن إبراهيم (عليه السّلام) وهو الحنيف المسلم ؛ فقد ولِدت. في مركز ورمز الإسلام الأول ،ولم يولد غيرك هناك..
ياعليّ:
نحبك؛ لأنك رُبّيتَ على يدي الرسول الأعظم وتحت عينيه ،فلم تسجد لصنم واحد كما سجد غيرُك..
نحبّكَ لأنّكَ أول صبي يؤمن بالله ربّا وبمحمد رسولا ؛ دون مخالفة أو مقايضة أو عتاب أو توبيخ أو حبس أو ترهيب؛ فقد آمنتَ طواعيّة..
نحبك لأنّك الكرّار الذي صحب رسول الله في ساعات شدّته ومحنه وكل غزواته ضد الكفار…
نحبّك لأنّ أمر زواجك من زهراء محمدو الإسلام جاء بأمر من لدن حكيم عليم …
نحبك لأنك الرجل الذي أحب الله ورسوله فأحبه الله ورسوله..
نحبك لأنك أكثر من صحب النبي فعرف تفاصيل حياته ومبادئه وقيمه وسلوكه ..
نحبك لأنك من أهل الكساء الخمسة والمطهرين من الرّجس…فقد قال فيكم رب الكون :
“ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا”.
وهذه الآية خصصها الله لكم يا آل محمد….وليرض من رضي وليأبى من أبى…
 
يا علي:
 
نحبّك لأن الرسول أوصى بك ، ورسول الله لم يكن الشاعر أو المجنون أو السّاحر كما ادّعى الكفار والمنافقون ليضربوا بالقرآن عرض الجِدار وينفوا أنّه من الله ….
ويكفينا لحبّك وتفضيلك عن غيرك من صحابة رسول الله(صلّى الله عليه وآله) قول سيدنا محمد فيك:
مَن كنتُ مولاه فهذا علي علي علي مولاه ؛ اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه…فكيف نجرؤ ألا نواليك وقد أُمِرنا سيدي؟!
وكان بمقدور رسول الله وكلامه لاينطق عن الهوى فماهو إلا وحي يوحى ..
ومعنى أنه لايقول كلاما عن هواه وميله الشخصي الذاتي ؛ بل إنّ كل اختياراته واصطفاءته هي اختيارات العليم واصطفاءات الرحمن ؛ فمن اعترض على تقديم رسول الله لك فهو يعترض على الخالق نفسه(أستغفر الله )…
نحبك ياعلي فرسول الله قال فيك وكان بمقدور رسول الله وهو الذكي النبيه صاحب الوحي أن يختار صحابيا غيرك فيقول فيه:
أبوبكر أو عمر أو خالد أو…الخ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي….
فما المانع من اختيار رسول الله لك لالغيرك ؛لقول عنه رسولنا ماقاله لك وفيك وعنك يانور العيون:
علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي …
فلماذا لا أحبك وأفضلك وقد قدّم حبك وفضلك الله ورسوله وملائكته فهذا جبريل يقول :
لافتى إلا عليّ ولا سيف إلا ذو الفقار…..
 
ياعلي :
 
يكفيني لأن أحبّك وأتولاك كما تولاك سيدي وحبيبي و قدوتي و قائدي و خاتم الأنبياء والمرسلين ؛ وإمامهم…يكفيني أنّي في صلواتي الخمس في اليوم والليلة وفي تشهدي لا أستطيع أن أقول :
اللهم صلِ على محمد وأصحابه كما صلّيت على إبراهيم وأصحابه…
ولكنّي ملزمة بالقول والعقيدة والإيمان المطلق :
اللهم صلِ وسلم على محمد وآله كما صليت وسلمت على إبراهيم وآله ، وبارك على محمد وآله كما باركتَ على إبراهيم وآله….
ودون هذه العقيدة والصلاة لن أصلي فلو قلت بسواها لرُميت صلاتي في وجهي ،ورُدّت إلي..
فيا علي بن أبي طالب:
سأحبك وسأموت وألقى الله على محبتك وتوليك وليتهموني بالمتشيعة و ليكفروني و ليزندقوني و ليمجسوني..
فمن أنا حتّى لا أحب وأتولّى رجلا أحبه الله ورسوله وملائكته؟!.
وسأضيف إلى الشهادتين وأقول:
أشهد ألا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله وأن إمامنا عليا ولي الله…
 
 
 

مقالات ذات صلة