ساحل السّلام بين الأسود و النّعام

عمران نت/ 29 مايو 2018م

بقلم / أشواق مهدي دومان

لم يهتم لشأنها الخونة والمرتزقة حين حُكمهم ؛ فطيلة الـ 33 عاما و الـأربع التي تبعتها لم نجد لها تسمية أو لقبا كـ: ثغر اليمن الباسم أو خدّ اليمن أو عين اليمن ؛ فهي المهمّشة المهشّمة كبقيّة محافظات اليمن في عهد ثّلّة من الأولين و بعدهم الآخرين من فرّوا إلى أحضان المحتلّين فنكّل بهم رجال الله وهكذا مصير المجرمين .
ام حديدة التي ما التفتوا لها إلّا ببسط نفوذهم على أراضيها البكر الولود الودود فامتلك أحدهم مزارع المانجو و غرف بيديه و أكل من ثراها حدّ الثّمالة وترك أهلها يتضوّرون جوعا وهم المعروفون بأطيب ناس و أكثرهم قناعة وسلاما و وئاما .
هم فقراء نعم لكنّهم أغنياء برجولتهم ،و كرمهم ، سعداء بكفّ أنظارهم عمّا في أيدي المرتزقة فلا نجد بين صفوفهم عملاء يسترزقون بدم اليمن إلا في النّادر ..
الحديدة التي لو زارها إنسان يعلق حبها في قلبه ولا ينساها بطيبة أهلها و طيب جوّها و بحرها وكلّ مافيها، ومع هذا يريد مرتزقة الإمارات (و في لحظة عمالة لهم )أن يأخذوها قربانا لمن يشقى عليهم.
المرتزقة رأوها سابقا ضحية أسرة حاكمة تعجرفت وحكمت الحديدة بالإهمال الشّديد فظنوها مقصوصة الجناح،و مقطوعة من شجرة ( كما يقال ) فأتوا محاولين احتلالها فما اسطاعوا ولن يسطيعوا ، وستبقى الحديدة هي الجوهرة المعلّقة في جيد اليمن كله و التي لا تكون يمنا إلا بها ..
فما لجنون البقر يسيطر على عملاء ومرتزقة الإمارات حين انهزموا في صنعاء فأبت غطرستهم بأن يصدّروا هزيمتهم إلى الحديدة و ساحلها.
أرادوا نزعها من على عنق يمنها و نسبتها إلى المحتل البريطاني باسم أداته الإماراتيّة؟
ما لهم أرادوها سقطرى الثّانية ليوهمهم جنون العظمة بأنّهم بسهولة يسطيعون سلبها غير مدركين ثبات رجال الله وصبرهم وقوّتهم وقدرتهم فيها التي هي من قوّة و قدرة الله المثبتة لرجال الله و التي رمت بأيديهم…
الحديدة التي كثر بها الملتحقون بفيصل و فريق الحقّ .
نعم التحق أبناؤها بصفوف رجال الله و قدّموا أرواحهم فعاقبهم العدوان بضرب و قصف مزارعهم ومياههم الجوفيّة( آبارهم ) وحتّى الصيّادين لم يسلموا من قصفهم ..
ضُربت الحديدة بعمالة و ارتزاق من أهملوها في عهدهم ظنّا منهم أنّ أهلها سيسلّمون رايتهم للمحتل كما سلّمها المناطقيّون الإخوانجيّون الوهابيٌون( باسم المقاولة في تعز و مناطق تغذية الفتن المذهبيّة) وماعرفوا أنّ الحديدة لا تحمل عقد المذهبية و لا المناطقية و لا الطائفية.
الحديدة تعشق أبنائها من كلّ اليمن و لم تذبح زيديا و لم تعذّب شافعيا و لا تبيعه لتسترزق به كمومس لتطعم بنيها من عرضها فلا حرّ يأكل من لحمه .
ولهذا أيّها الخونة و المرتزقة_: لا يلهِكم الأمل الطّويل فليس لكم قاعدة شعبيّة تحتضن عقدة العظمة وجنونها و قد عرفكم أهل الحديدة من زمان فلا تحاولوا فجهدكم و محاولتكم إلى زوال وها هي كتائبكم تلقفها رمال الحديدة و يغرقكم بحرها ثمّ يلفظكم جيفا قذرة كتيبة بعد كتيبة ومن لم ينتصر الأمس لن ينتصر اليوم…
فغوروا بولاة أمركم فرجال الحديدة الذين استخففتم بهم في كلّ شيئ و أنتم تحكمون اليمن على علم بخبايا ظلمكم و قهركم ولا تأخذكم العزّة بالإثم بأنّ فقر حالتها سيجعلها رخيصة مادام بها رجال أعزّة يتدافعون ويتداعون للالتحاق بمعسكر الرّدع و الدفاع عن اليمن أرضا و إنسانا ..
نعم : الحديدة شمّاء برجالها رغم أنّها ساحليّة فهم المتواضعون في سهولة وليونة ومرونة طباعهم لكنّهم أهل العلم و أصحاب القيم و هم البدر في الليلة الظلماء .
و قد اسودّ الليل و حلك فماعاد من اسوداد سوى خيط الفجر الأبيض نلمحه من قريب في انتصارات و تضحيات رجال الله الذين أرخصوا أرواحهم للحديدة كما فعلوا لكلّ اليمن. وجندلوا المحتلين و عملاءهم و سالت دماء المرتزقة فكان البحر الأحمر اسما على مسمى لكنّه سرعان ما لفظهم فهو الطّاهر وهم الأنجاس.
فيا عملاء الغازي والمحتل: يكفيكم كتائبكم و قد طوتها يد الرّمال و التهمتها أسود العرين كما تفترس النّعامات التي تكتفي بدسّ رأسها ووجها في التراب خزيا وهزيمة وعارا..

 

مقالات ذات صلة