عـــيــن (الــحــرب النــاعـــمـــة)

عمران نت/ 21 مايو 2018م

بـقـلـم/ أمةالخالق الحوثي

أياماً تخللها الفساد الأخلاقي البشري وتجردت منها العفة والطهارة والحياء ، وأصبح فيها الحرام يُقال ويُطبق على بلاطة دون أنّ يستوقف صاحب الفعل أي مبرر ديني أو أي مبدأ أرساه الدين الأسلامي
أو حتى أي عُرف من أعراف الحضارة المُعاشة
وسبب ذلك الإنحراف الذي نتج ، إنما هو عملاً محبوك ومحضر بعناية تامة ليُقدم شهياً للمجتمع المراد استهدافه ، فيُقدم وهو مغري على أواني ذهبية منمقة تسر الناظرين ويُعجب بها من يراها عن بعد، ولكن المصيبة والكارثة هو أنّ يكون الطبق المُطعى هو طبقاً خُلطت مكوناته بالسم والماء
هذه هي الحرب الناعمة بعينها ، الحرب التي تضرب المجتمع في أخلاقياته ومبادئه وقيمه ، وتجعل من على الأرض وخاصة المرأة يسعون إلى تحقيق أهداف وخطط واهية لاتأثير أيجابي لها على الفرد أو المجتمع بل عكس ذلك تماماً فهي تؤثر بطبيعتها المنحرفة على المجتمع المحيط بها فتجعله يسقط قليلاً قليلا ، حتى يسقط السقوط الأخير والمدوي فيكون المجتمع فاقداً السيطرة ، متخبطاً لايعلم أين يضع قدماه ولايشعر قط بطعنات الأعداء من خلفه
فنلاحظ في واقع الحياة التي نعيشها مظاهر هذه الحرب وكيف استطاع الأعداء إسقاطنا في مستنقعها النتن دون أن نلاحظ أبداً مدى خطورتها وحتى دون أن يخطر في بالنا بأنه قد أُعدت العديد من المؤامرات لتسلبنا الهوية الدينية الإسلامية والأعراف القبلية المحافظة
فما الغاية المنشودة لدى الأعداء وما القصد والمراد من خلف هذه الحرب التي هي بالفعل حرباً شرسة !!
ما الهدف من تسليط الأضواء على أخلاق المجتمع والسعي في إفسادها وتدمير البنى الإيمانية ؟!
ولكم الإجابة مختصرة ؛
حينما تكون روحية الإنسان خاليةً من المباداء والقيم والأخلاقيات فهي حتماً ستكون أولى ضحايا الحرب العسكرية فلن تسوّل لها ذاتها إلى أنّ تُرحب بالأحتلال وتمد يدها لتصافحة بسعة صدر وبأبتسامة عريضة
لذلك حَرِص الأعداء في تلك المراحل عامة وفي هذه المرحلة الحساسة خاصة أنّ يقوموا بالتهام وقش كل مبدأ إنساني معاصر في واقع الحياة حتى يتحيل لهم أن يغزوا الأرض سلاماً بسلام ، دون أنّ تُلقى اليهم الإنتقادات ويُرمى على جنابهم التحريض
ولكن هيهات هيهات أنّ نكون ضحية الحرب الناعمة ليس كذلك فقط بل وسنعمل جاهدون في سبيل إبادتها واستإصال جذورها العميقة.

مقالات ذات صلة