نماذج القوة الايمانية من ابناء المسيرة القرآنية

عمران نت/ 17 إبريل 2018م

بقلم /منيرالشامي

تكمن قوة المسيرة القرآنية في أن الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه لم يعتمد في تأسيسها على نظرية إجتماعية قاصرة ولا على سياسة حزبية ضيقة ولا وفق نظرة مذهبية متعصبة ولا اعتمد على اعراف وتقاليد اجتماعية وقبلية جامدة

بل اعتمد في تأسيس هذا المشروع على اقوى واصدق نهج واكمل واشمل مصدر وهو النهج القرآني والمصدر الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كل ما فيه من عند الله تعالى العالم بدقائق النفس البشرية وتفاصيل خلقها وبناءها والعليم بما يصلحها وما يفسدها والخبير بمكامن خيرها وشرها ومسالك برها وفجورها واسرار قوتها وضعفها ، فأنزل لها تشريع إن سارت عليه تزكت وقويت وسمت وارتقت إلى اعلى درجات الطهر والنقاء والشفافية والصفاء فلا تخضع ولا تخشع إلا لمن خضعت له السموات والارض وخشع له الكون بكل ما فيه واندفعت إلى خالقها وقد ألجمت جماح شهواتها ترجو رضاه وتخشى غضبه وبأسه وحصرت كل تحركاتها وافعالها لتحقيق هذه الغاية وبلوغ تلك المنزلة .

اما إذا خالفت ذلك التشريع كان سقوطها إلى وحل الضلال ومستنقع الذل والمهانة وانحطت إلى ما هو ادنى من منزلة الحيوانات وانحصر همها في اشباع شهواتها التي لا تشبع وتلبية رغباتها البهيمية التي لا تقنع وكانت كل تحركاتها وافعالها لتحقيق غاية لن تتحقق ابدا

وهذا هو سبب قوة المسيرة القرآنية ، وقدرتها على بناء النفس الانسانية ، وتزكيتها وتطهيرها لتصل إلى درجة الكمال بعبوديتها المطلقة لإلاهها الحق ومعبودها الذي خلقها وهو مالكها والذي بيده امرها وله حياتها ومماتها . وإليه مرجعها ومصيرها ،

وهذه هي الثقافة القرآنية الصحيحة وركنيها هما الثقلان الثقل الاكبر والثقل الاصغر وهي الثقافة التي اخرجت خير امة للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله وهي خلاصة الرسالة المحمدية وغايتها النبيلة التي هدفها الرقي بالحياة الانسانية إلى ارقى واسمى حياة وتسمو بها إلى منافسة الملائكة المقربين .

هذه الثقافة القرآنية هي التي اخرجت آلاف النماذج من عمالقة الايمان رجال الرجال الابطال الذين ضربوا اروع الامثلة في الشجاعة والتقوى والاقدام والثبات بقوة ايمانهم وطهارة نفوسهم ونبل مقاصدهم وسمو غاياتهم .

هذه الثقافة القرآنية هي التي صنعت الشهيد القائد العلم السيد حسين رضوان الله عليه وصنع مشروعها وتحمل مسؤوليتها وانطلق لأدائها ضاربا اروع الامثلة في الجهاد والاقدام ونشر العلم والتضحية بكل ما يملك في سبيل الله ومن اجل الخير والهداية للآخرين .

وهذه الثقافة القرآنية هي التي صنعت العلم القائد السيد عبدالملك وبنت شخصيته الايمانية الجهادية القوية وتجلت فيها الحكمة وفاض منها بحور العلم الواسع وجعلته يتفوق على جهابذة العصر وفطاحلة الزمان
فظهر قياديا حكيما واداريا قديرا وسياسيا بارعا وعسكريا محنكا واجتماعيا خبيرا واقتصاديا فطينا

هذه الثقافة القرآنية هي التي صنعت ابو احمد والصماد ، وابو علي والمداني ، والملصي السنحاني والحميري والعمراني والمؤيد والمراني ،والمتوكل والسفياني والشامي والصعداني والجبري والصنعاني والذماري والبيضاني والتهامي والحيداني والابي والجوفي والماربي والحجي والمحويتي والعدني …إلخ
وصنعت آلاف الابطال من كل سهل ووادي ومدينة وقرية صنعت رجال في ميادين الحرب وميادين البناء

هذه الثقافة القرآنية هي التي صنعت ابطالا تفوقوا بقوة ايمانهم وصدق توكلهم على الله فهزموا تحالف عدواني تفوق قدراته عن قدراتهم بملايين المرات ، عددا وعتادا

فنكلوا به وداسوا على قدراته بأقدامهم الحافية وافشلوا تكنولوجيته وحداثة اسلحته ومرغوا انوف طغاته تحت التراب وما زالو
لانهم انطلقوا والايمان سلاحهم والتوكل على الله عدتهم وقاعدة انطلاقهم قوله تعالى
ولينصرن الله من ينصره
وانطلقوا وهم واثقين ثقة مطلقة بقوله تعالى
وكان حقا علينا نصر المؤمنين
وانطلقوا وهم لا يخشون القتل ولا الموت لأنهم مؤمنين بقوله تعالى
وما كان لنفس ان تموت إلا بإذن الله
ولأنهم كذلك فقد صار الواحد منهم يساوي كتيبة من الاعداء بكل اسلحتها ومعداتها وهم لايحملون إلا سلاح شخصي لا حربي

هذه الثقافة القرآنية هي من صنعت المجاهدين الابطال ومنحتهم شجاعة لا تتزعزع وثبات لا يهتز وإقدام لا يتوقف

هي من صنعت البطل المجاهد عبدالقوي الجبري وقهر آسريه غيضا وكمدا وهزم قدرتهم واجرامهم وواجه الموت دفنا بشجاعة لا توصف وقاعدته
قوله تعالى
(اقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدنيا )

وهي من صنعت المجاهد البطل السوادي ليتحدى وابل النيران ويمضي ليعبر عن انسانية البشر وقد جمعت فيه وحده حاملا
جريحا ومنطلقا وقاعدة انطلاقه
قوله تعالى
(ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا )

فهذه هي مخرجات المسيرة فاخبروني عن مخرجاتكم ؟

#الثقافةالقرآنيةسمو_الإنسانية
#انفرواخفافاوثقالا

مقالات ذات صلة