معركتنا الأخيرة مع الأجندات

عمران نت/ 07 إبريل 2018م
بقلم / طالب الحسني

أسوأ ما صنعته السعودية والغرب في اليمن طوال نصف قرن هم الذين يقاتلون اليوم عن هذه الدول ومعها في مختلف الجبهات إن كان العسكرية أو السياسية أو الإعلامية أو “العسس”
هذه المعركة الشريفة هي مع المنتاج الأمريكي طوال هذه العقود ، مع تركة كبيرة من التعبئة المسخة والهوية المغربة ، وتركة كبيرة من مخلفات وخزانات الثقافة المدجنة .
الغلبة في النهاية هي لأصحاب القضية وهذا ما نلامسه لانه ليس هناك مقارنة في الإمكانية المادية ، لكن كل هذه الإمكانات لم تكن مقتدرة على تطويع الإرادة الشعبية
الغرب صنع كل شيء وتمكن في معركة طويلة رمى كل ثقله واستخباراته ومراكز دراساته فيها انتزاع جزء كبير من الأجندات وجندها لتكون ممثلة عنه في كثير من البلدان ثم اوصلها لأن تكون هي الحاكمة ثم عمل المستحيل لكي يحافظ عليها في هذه المراكز
ومن هنا كان يفهم دور السفارات وعلاقتها بالحاكم وبالقرار وبإدارة الدولة وبالمواقف من مختلف القضايا في المنطقة والعالم
من يعملون أو عملوا في السلك الدبلوماسي يدركون إلى أي مدى وكم هو حجم نشاط الاستخبارات في هذه السفارات ، عدا عن التقنيات وأجهزة التجسس ووالخ
ما حصل في اليمن خلال الثورة وما بعدها هو تحطيم هذه الشبكة ، فصل اليمن وإبعادها عن هذه المنظومة
هذا هو ما أحدث صدمة
انت تجابه العالم دفعة واحدة وفصلت اليمن عن هذه المدينة غير العادلة والتي يتحكم بها الأمريكي والاسرائيلي ويديرها كما لو كانت قرية صغيرة ، لا أحد اليوم في هذا العالم من يجروء على فعل هذا ، لأنه فورا تتحرك أجهزة كبرى منها الأمم المتحدة ، تظهر العقوبات وتتكتل قوى تحت كثير من العناوين التي تأتي منها العقوبات
اليمن يتحدى هذه المنظومة مكتملة وأسقطها في زمن قياسي هو زمن الثورة ثم زمن الصمود أمام الهجمة العسكرية وتأتي الأجندات في هذا السياق
لم يتبقى للعدوان الدولي من معركته مع اليمن سوى تحريك هذه الأجندات وتمويلها بكل الإمكانيات ، ومن المفارقة الكبيرة أن الإشتباك الدولي لم يظهر في اليمن كما هو الحال في سوريا حيث الحرب العالمية بنسخة مصغرة
ولهذا هناك حرص سعودي أمريكي على إبداء صورة مغايرة في عدوانهم على اليمن وتصوير ما يحدث على أنه صراع مع إيران والنفوذ الإيراني، حتى هذا يتضح بشكل أو بآخر انه كذب
ومن هنا معركتنا الأخيرة مع الأجندات وهي ما تبقى من اوراق العدو بعد أن كسر الهيكل وبدى اليمن عصيا على العودة إلى المنظومة والمدينة الأمريكية .

مقالات ذات صلة