اليمن سنة رابعة – عدوان !!

عمران نت / 25 مارس 2018م
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي .
بامتياز ومع مرتبة البطولة والشرف ها هي اليمن قد اجتازت عامها الثالث – عدوان بنجاحٍ تام رغم صعوبة الظروف وعناء المرحلة وبصورة تستحق أن يقف لها العالم كله إجلالاً وتقديرا وأن يرفع لها قبعة الإحترام .
لقد قلنا لكم منذ اليوم الأول أنكم قد تتغلبوا علينا في ميادين كرة القدم وماراثونات العَدْو والجري، أما ميادين القتال فنحن أسيادها وأهلها على مر التاريخ، فلم تصدقوا وظننتم أنها لن تكون لكم إلا نزهةً أو رحلة صيدٍ قصيرة، فهل وجدتموها بعد ثلاثة أحوال كامة فسحةً ونزهة كما ظننتم بالأمس أم كيف يا ترى ؟!
نعم تعرضنا للقصف والقتل والتدمير والحصار والتجويع المنظم، لكن هل فتَّ ذلك كله من عضدنا أو أوهن من عزائمنا وإصرارنا على التحدي والصمود شيئا ؟!
في الواقع لقد أرادوه (السادس والعشرين من آذار) أن يكون يوماً لإخضاعنا وإذلالنا وهزيمتنا إلى الأبد، فاستطعنا أن نجعل منه يوماً وطنياً وعيداً خالداً سنظل نحتفل به كل عامٍ بذكرى انتصاراتنا وانعتاقنا وتحررنا الكامل من التبعية البغيضة والإرتهان للأجنبي وتأكيد حقنا الكامل في الكرامة والإستقلال والسيادة على أرضنا المعطاءة الكريمة، فلا السعودية ولا إيران ولا أمريكا ولا أي أحدٍ بعد اليوم يمتلك حق الوصاية على شعبنا ووطننا أوالتدخل في شئونه أو تقرير مصيره !
لقد أرادوه أيضاً أن يكون يوماً استعراضياً بإمتياز أمام عدوهم المصطنع – إيران يُظهِرون من خلاله المدى الذي وصل إليه مخزونهم الضخم من الآلة العسكرية الحديثة وحجم النفوذ واللوبي الدوليين الذي يمتلكونه ويتمتعون به بفعل ضخهم للأموال الضخمة وتقديمهم الرشا على مستوى الدول والمنظمات الدولية والافراد، أرادوه كذلك ولكن على حساب من ؟! أعلى حساب إيران ؟!
لقد أرادوه للأسف الشديد أن يكون على حساب أمن وسلامة واستقرار جارتهم اليمن وشعبها العظيم غروراً منهم وظناً أن هذا الطريق هو الأقصر والأسهل لإرعاب وإخافة إيران، فهل كان لهم ما أرادوه ؟!
في حقيقة الأمر لقد تحطمت جميع طموحاتهم الجوفاء هذه على صخرة الصمود والبطولة اليمنية الصلبة وتلاشت أحلامهم وأمانيهم وذهبت أدراج الرياح، فأصبح هذا اليوم السادس والعشرين من آذار 2015 هو اليوم الذي بذر فيه السعوديون وأعراب الخليج بذرة زوالهم الأولى وسقوط إمبراطورياتهم الكرتونية المزيفة !
نعم مضت ثلاث سنواتٍ كاملة من القصف والقتل والعدوان على الشعب اليمني وما حملته وخلفته من مآسي وغَبن وظلم لكنها وبرغم ذلك كانت مقياساً ومعياراً حقيقياً لمعرفة من هو الطرف الأشد بأساً وأكثر قوةً وأعظم نفيرا ؛ السعودية وحلفاءها أم اليمن العظيم ؟!
فمن أراد أن يعرف ذلك فلينظر إلى أول ظهورٍ للعسيري في يوم العدوان الأول وحالة الغرور والإنتشاء والصرامة التي كانت بارزةً عليه وبين آخر ظهور له وإلى أي مدىً برزت عليه حالة الإحباط والإنهيار المعنوي والنفسي وكيف أن منسوب الثقة والغرور لديه قد تدنى شيئاً فشيئاً على مدى العامين الماضيين حتى وصل إلى نقطة التخبط الصفرية . عندها فقط سيعرف الفرق بكل سهولة !
هكذا وبكل إصرارٍ وثباتٍ وصبرٍ وإصرارٍ على النصر تتأهب اليمن وشعبها العظيم لدخول سنتها الرابعة – عدوان ، والتي بلاشك ستكون سنة التخرج والحسم ودخول مرحلةٍ جديدةٍ من التحرر والانعتاق والبناء، فهنيئاً لها ولشعبها اليمني العظيم هذا الإنجاز الذي سيسطره التاريخ باحرفٍ من نور والمجد والخلود للشهداء، ولا نامت أعين الجبناء !

 

مقالات ذات صلة