حصاد الربيع الصهيوني (2011 – 2018 م)… فشل بالميدان ونجاح بالتطبيع مع الأفراد والعائلات والأحزاب

عمران نت / 15 فبراير 2018م

جميل أنعم العبسي
ــــــــــــــــــــــــــــ

توجٌّه شعبي بربيع سلمي نحو الأفضل وإرادة أمريكية صهيونية بإشعال حروب وفتن وتفرقه بالعصبية والعصبيات لأجل أمن وتوسع إسرائيل والتطبيع مع بني صهيون الصديق، والعدو محور المقاومة إيران وسوريا وحزب الله وأنصار الله وحماس الخنادق لعزلهم أولاً ثم الإنقضاض والقضاء عليهم ثانياً وأخيراً.

ربيع صهيوني بالرغم من صدق نوايا بعض الشباب المندفع، لأن أعداد اللاجئين والمشردين تخطى الملايين للقضاء على الهوية، وأعداد القتلى قارب المليون وحجم التدمير طال مدن بأكلمها وأصبحت أطلال وقراميد لإفراغ الجغرافيا من الإنسان، وخسائر تلريونات من الإقتصاد العربي تسببت بحالة إقتصادية مأساوية، وفي ظل إستمرار إغداق الدول المتصهينة على المشروع الصهيوني المليارات حتى لو على حساب تجريع الشعب وتحميله الأعباء الإقتصادية، كل ذلك وأكثر يوضح وبجلاء حجم النوايا الصهيونية العدوانية على الشعوب العربية.

وبالرغم من القتل والتدمير والتشريد والجوع والتجويع، فإن الحصاد الصهيوني عكس المحصول الدموي، وبدلاً من أمن إسرائيل بالدواعش والإخوان وأنظمة التطبيع والتقسيم وغيره كان بناء جدار إسمنتي شمال فلسطين المحتلة مع جنوب لبنان المقاوم، والدفاعات الجوية السورية تسقط أسطورة سيادة التفوق الجوي لإسرائيل، وحزب الله يمتلك أسلحة نوعية وخبرة قتالية تمكنه من تحرير شمال فلسطين المحتلة، وإيران الجمهورية الإسلامية أصبحت على حدود فلسطين المحتلة الجولان السوري المحتل عبر طريق البر المقاوم من طهران وبغداد حتى سوريا، وحماس المقاومة حماس الخنادق لا الفنادق تعود إلى حضن محور المقاومة، ويمن أنصار الله يسيطرون على باب المندب والساحل الغربي، بغض النظر عن معارك الفر والكر التي حطمت منظومة باتريوت باك-3 الأمريكية بعملية عسكرية معقدة ستضل إحدى أقوى أسرار الحروب في التاريخ، وصواريخ اليمن تصل إلى قصر الحكم السعودي والطموح نحو دبي وأبو ظبي وميناء إيلات فلسطين المحتلة، والأمن الإسرائيلي أصبح في خطر، وأكثر من خطر بالزوال بدخول محور المقاومة كجبهة موحدة في أي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني.

وبدلاً من توسع إسرائيل نحو سوريا ولبنان والعراق “إسرائيل الكبرى” ها هي أمريكا وإسرائيل تتجهان نحو حلفائهم أنظمة التطبيع لتمرير صفقة القرن يهودية فلسطين المحتلة بطرد الشعب الفلسطيني غزة نحو سيناء، والضفة نحو الأردن، وكذلك نحو جزر صنافير وتيران المصرية السعودية.

توسع إسرائيلي نحو الحلفاء وبشكل يناقض ويخالف معاهدات واتفاقيات الخيانة كامب ديفيد مصر، ووادي عربة الأردن، وهكذا تنازل يعقبه تنازل من أنظمة التطبيع والذي إنتقل دراماتيكياً إلى ثوار الناتو والحرية والتحرير بالداعشي والخليجي والأمريكي والبريطاني، ثوار ثم شرعية في فنادق الرياض ثم زوار ومطبعين في تل أبيب، من معارضة سوريا منصة تركيا ومنصة السعودية، ومن ثوار اليمن ظهر في تل أبيب الدكتور الناصري جميل المخلافي قريب المناضل القومي الناصري عبد الملك المخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الوحدوي الناصري وزير خارجية حكومة العدوان على اليمن.. وقديماً قال نار الناصرية الزعيم جمال عبد الناصر “سنرمي بالصهاينة إلى البحر” واليوم وفي تل أبيب رماد الناصرية اليمنية يلتقطون الصور التذكارية مع المجندات الإسرائيليات ومع ناطق جيش الإحتلال الصهيوني “أدرعي جميل المخلافي الناصري”.. وكذلك كان التطبيع مع السعودية والإمارات والبحرين وقطر وقبلهم تركيا الإخوانية.

وافتخر العربان ببيان الجامعة العربية الذي إعتبر حزب الله إرهابي، وكان الرد سريعاً من تل أبيب، العربان ينتصرون بالإعلام والبيانات وحزب الله ينتصر ويتقدم بالميدان.. ونضيف إلى ذلك اسرائيل تنتصر بشرعيات الفنادق والعربان بالتطبيع السياسي والأمني والعسكري وبإلتقاط الصور مع رماد الناصرية، ولا تطبيع مع الشعوب.

والتطبيع طال حتى شرعية القاعدة جبهة النصرة الوهابية السعودية، مسار طبيعي لموالاة أمريكا واليهود تنتهى إلى مجندات ومجندين تل أبيب الأصدقاء والصديقات، ومحور المقاومة أعداء وروافض ومجوس ومتمردين وانقلابيين ومحتلين ويقتلون شعوبهم، والمجندات الصهيونيات صديقات وصديقات، وتلك هي من إيجابيات الربيع العربي الذي قذف بالقوم إلى فنادق الرياض وأحضان المجندات اليهوديات، عملاء وخونة في بلاط بني صهيون اليهود العدو بالقرآن والدين والإسلام والقومية والوطنية والأخلاق والقيم الإنسانية، مفتاح تصنيفي واضح كل الوضوح لمعرفة العدو من الصديق، مفتاح تصنيفي صالح لكل زمان ومكان، ومستمر إلى يوم القيامة.

ومن يتقاطر اليوم إلى عدن المحتلة تحت جنح الظلام سيجد نفسه يوماً ما تحت أضواء فلاشات الكاميرا في تل أبيب مع مجندات وحسناوات بني صهيون اليهود، كانوا حرس جمهوري وما كانوا حرس جمهوري بل حرس عائلي في عدن المحتلة التي ذبحت الحرس الجمهوري بالتحرير الإماراتي الذي يحتجز عائلات قيادات الحرس العائلي لقتل الشعب اليمني، معادلة صهيونية يهودية بإمتياز، العائلات في الإمارات قهراً لسفك الدم اليمني، ويتركون عائلاتهم طوعاً في صنعاء في أمن وأمان شعب الجيش واللجان، ومع ذلك يسفكون الدم اليمني في صنعاء والساحل، نفس فصيلة المخلافي وشارون ومناحيم بيجن وموشيه دايان، ولا عزاء للخونة، كانوا في صنعاء بالكرامة ثم في عدن المحتلة ثم أبو ظبي ثم الرياض ثم تل أبيب وذلك هو النجاح الوحيد للصهيونية بالتطبيع مع الأفراد والعائلات والأحزاب والتكفير والفشل في ميدان محور المقاومة وربما يكون هناك نجاح بالوطن البديل، وعلى العموم يظل المفتاح التصنيفي هو الحكم بيننا دنيا ودين إلى يوم القيامة.. أليس كذلك يا أبناء جلدتنا ؟!.

مقالات ذات صلة