ليميز الخبيث من الطّيب

عمران نت/ 3 ديسمبر 2017م
بقلم / أشواق مهدي دومان
الأصل إخراج الخبيث ، و ميزه من الطّيّب ، والمَيز غير التّمييز ، فالمَيز غربلة ، و تنقية يليها إخراج الغريب الشّاذ من مجموع الكلّ ، في حين التمييز هو مفارقة ، ومقارنة بين شيئين متنافسين ،،،
واستخدم حرف الجر : مِن ، وليس عن ، أو على ، أو غيرها من حروف الجر يدل على أنّ الخبيث كان مِن عمق ، وأصل ، و روح نسيج الطّيّب ، و من مجتمعه ، من ظروفه ، من بيئته ، ولكنه تنكّر وأبى إلّا أن ينسلخ مِن الطّيب،، وانسلاخه عملية صعبة ؛ فهي نزع واجتثاث كاجتثاث جذع و جذر شجرة نخرة من عمق التّراب الطّيب الطّاهر حين خبُثت ، و كان خبثها هو ضرورة حتميّة لاجتثاثها ؛ فلن تهوي إليها ولن يستظل بها إلا كلّ خبيث ؛ فنزعها ضرورة وناموس اللّه أن ينتصر الطّيب و الخير والحق والعدل الذي لن يكون إلا بإخراجها ونزعها،،
 
تأمّل في الآية ، كيف تم ّميز الخبيث ، وعملية ميزه التي استغرقت وقتا ، وجهدا ، فخبثه منه وليس عشوائيا ؛ ولهذا فنزعه وميزه لم يكن إلّا بعد صبر ، و بخطوات ، و تمهيدات ، وتهييئات إلهيّة للأسباب والمسببات ،،،
والعاقبة للطّيب ، و الطّيبين المنزّهين عن خبث العمالة ، وخبث امتهان الارتزاق ،
 
” وأمّا الزّبد فيذهب جُفاء ، وأمّا ماينفع النّاس فيمكث في الأرض “.
 
صدق اللّه العليّ العظيم
 
 

مقالات ذات صلة