نحن اليمانيين ياطه

عمران نت/ 28 نوفمبر 2017م 

بقلم / وسام الكبسي(ابوعلي )
غادرت قبيلة جرهم اليمنيه متجهة إلى الشمال كغيرها من القبائل اليمنية التى سبق وان هاجرت إلى بلاد الشام والعراق وارض الكنانة باحثة عن الماء كأساس للحياة والاستقرار ،ولكن هناك في عالم الغيب يقدر الله العليم القدير أمورا لايعلمه غيره سبحانه وتعالى،وفي نفس الوقت يأتي الأمر الإلهي والتوجيه الرباني لخليله إبراهيم عليه السلام ان يسري بإبنه إسماعيل ووالدته من الشمال بإتجاه الجنوب…فمثلما لم يكن أبناء جرهم يعرفون بالتحديد وجهتهم ربما لم يكن يعرف إسماعيل عليه السلام وامه إلى اين سينتهي بهم المسير الطويل ذلك،وما ان وصل بهم المطاف إلى المكان المبارك ،المكان الطاهر المقدس ،وعلى عجالة غادرهم إبراهيم الخليل،أم وطفلها الصغير لايعرفون ماذا يعملون في ارض جرداء قاحلة الابوجد بها شئ يوحي لغرباء حيارى حتى بالطمأنينة ،لايوجد ماء ولامرعى ولا أثر لسكن وسكان ،ولكنهم أسلموا امرهم لله دون جدال اونقاش اوحتى عتاب مع إبراهيم عليه السلام لوضعه اياهم في ذلك الشعب القصي البعيد الخالي ….كانت قبيلة جرهم تقترب في طريقها الشاق من البقعة المباركه وتسعى هاجر بين الصفا والمروه متطلعة في ذلك المكان المتباعد الاطراف الذي لايدركه بصرها ،ولكن بصيرتها قد ادرك بإن لابد من طالع سيأتي واثقة بالله مسلمة في ذلك…

تصل القبيلة اليمنية وكان الله قد اكرم إسماعيل ووالدته بماء نبع من تحت يديه وبين قدميه كأساس للحياه واستمراها…واليمنيين باشيمهم وسمو اخلاقهم يتفاوضون مع والدة اسماعيل على ان يمنحوهم حمايتهم ورعايتهم مقابل السماح لهم فقط السقي من ماءهم،وهكذا تأتي الايام لتمر ويكبر إسماعيل ويتزوج منهم وتمر الحياة وتتقلب الأمور ويأتي خاتم الانبياء يبعثه الله رحمة العالمين اجمع رسول رب العالمين وخاتم الانبياء ويهاجر الرسول إلى المدينة المنوره ويستقبله الانصار كبيرهم وصغيرهم بحفاوة مهللين مكبرين منشدين ،بعد ان بايعه نقباؤها ان ينصروه ويمنعونه مايمنعون به انفسهم ،كمثل اجدادهم مع جده اسماعيل عليه السلام…
وهاهم اليمنيون دون غيرهم من الشعوب يحتفلون بمولد النور والهدايه،بالسراج المنير،والرحمة المهداه ،سيد العرب ورسول العالمين،المنقذ للامة من الضلالة والشرك والجهالة والعبودية والذله،مخرج الناس من عبودية والاحجار والتمر المصنوع اصنام تعبد على عبادة الله وحده لاشريك له.
اهل الحكمة لهم السبق ولهم الفخر كونهم اهل للايمان والنصرة والمحبة والحفاوة بالحق واهله ،وعلى مدار تاريخ الرساله وكل عام يحتفل اليمنيون بمولده الكريم ،يذبحون الذبايح ويتبادلون الهدايا والتحايا بهذه المهارات ويلبسون النضيف ويتعطرون مهللين مكبرين،يحمدو الله على نعمة الرسول والرسالة عن وعي وإدراك وايمان راسخ ثابت.

 

مقالات ذات صلة