خفايا الدور الاماراتي المشبوه في المهرة وحضرموت وتعز !!

عمران نت/ 15 نوفمبر 2017م

بقلم / زيد احمد الغرسي

ارتضت دويلة الامارات ان تكون مطية لتنفيذ المشاريع الامريكية الاسرائيلية في المنطقة فكان لها الدور في السعي لفصل اقليم كردستان عن العراق ولها الحضور الكبير في الحرب التي تشهدها ليبيا وفي اليمن تتحرك بنفس السيناريو في تلك البلدان لنفس الاهداف حيث برز حضورها في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة كما انها تتصدر المشهد في بناء القواعد العسكرية في جزر اليمن وسعيها المستمر لتشكيل مليشيات تابعة لها في كل المحافظات المحتلة …
كل ما تقوم بهذه الدويلة في اليمن والمنطقة يؤكد ان مثلها لا يمكن ان تقوم بهذا الدور لولا وجود الدعم والتخطيط الامريكي والمباركة الاسرائيلية المعلنة .
المهرة حلبة صراع عمانية اماراتية ..
تشهد محافظة المهرة توترا غير مسبوق بعد توجيهات دول العدوان بتسليم ميناء ومطار الغيضة لقوات المنطقة العسكرية الثانية التي وصل بعض جنودها قادمين من حضرموت الى الغيضة خلال اليومين الماضيين وسط رفض قائد اللواء 137 مدرع والسلطات المحلية مسنودة بأبناء القبائل التي انتشرت في محيط الغيضة ومطارها وميناءها لمنع دخول هذه القوات التابعة لهادي ليتدخل هادي مؤكدا ان هذه القوات ستعمل تحت إمرة محافظ المهرة ومدير امنها .
هذه الاحداث جاءت بعد زيارة عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي للمحافظة اواخر الشهر الماضي والتي اعلن فيها عن إنشاء قوات النخبة المهرية على غرار قوات النخبة الشبوانية والحضرمية التي أنشأتها الامارات في شبوة وحضرموت للسيطرة على تلك المحافظات وقوبل هذا الاعلان بالرفض من السلطان عبدالله عيسى عفرار الذي اكد عدم حاجة المحافظة لقوات نخبة مهرية وعارض إنشاء فرع للمجلس الانتقالي في المحافظة …
ظلت محافظة المهرة بعيدا عن الصراعات منذ بداية العدوان على اليمن ولا يوجد فيها متمردين او انقلابيين حسب زعم دول العدوان بل تخضع المحافظة لحكم ما تسمى الشرعية .فلماذا إصرار الامارات على الدخول للمحافظة ونشر مليشياتها التابعة لها وما اهداف واطماع دول العدوان في المهرة ؟
هناك اهداف داخلية وخارجية فالداخلية منها تسعى دول الاحتلال الاماراتي السعودي لاستكمال احتلال جنوب اليمن بعد احتلاله لأغلب المحافظات الجنوبية والشرقية ونهب ثرواتها وخيراتها كما انها تسعى لنقل الفوضى الامنية للمحافظة ضمن مشروع ادخال اليمن في الفوضى الخلاقة من خلال خلق صراعات وحروب اهلية وتدميريه بنفس النموذج التي تعمله الان في عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة لتمرير اطماعها في احتلال موقع اليمن الجغرافي الهام . وإلا اذا كان العدوان على اليمن لأجل إعادة الشرعية كما يزعمون فهذه المحافظة تحت حكم الشرعية فما الداعي لدخولها وتشكيل مليشيات فيها ؟
اما الاهداف الخارجية فتتمثل في التالي :-
– السيطرة على موقع المهرة الاستراتيجي حيث تطل على البحر العربي وتمتلك ميناءين ، ميناء نشطون، وميناء خلفوت الذي يتم بناؤه حديثا، كما أنها تعتبر البوابة الشرقية اليمنية الى الخليج ولها منفذين يربطان اليمن بدول الخليج (صرفيت، شحن)، وتدر ملايين الدولارات لخزينة الدولة اليمنية .
– استكمال سيطرة دول العدوان ومن خلفهم الولايات المتحدة الامريكية على البحر العربي في سياق الصراع مع ايران المشرفة على مضيق هرمز وهذا ما يفسر اهتمام الامارات بشكل كبير على جنوب اليمن وشرقه واحتلالها لجزيرة سقطرى ومحافظة حضرموت وشبوة .
– تهديد الامن والاستقرار لدولة عمان في سياق الصراع بين عمان من جهة والامارات والسعودية من جهة اخرى كون الصراع قديم جديد تمثل في صراع جغرافي على الحدود بين الامارات وعمان وصراع سياسي مع السعودية التي ترى في الدور العماني دورا بارزا يتجاوزها في ملفات المنطقة كدورها في الملف اليمني التي رفضت الدخول في التحالف ضد اليمن وسعت لان تكون وسيطا بين جميع الاطراف او الدور المتصاعد لها في بعض الملفات على مستوى العالم منها دورها في توقيع الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة الامريكية وقد برز الخلاف بينهما للسطح في اوقات وملفات متعدة داخل مجلس التعاون الخليجي او خارجه ، ويأتي اتخاذ المهرة كقاعدة انطلاق للصراع مع عمان بعد فشل أبو ظبي بمحاولة الانقلاب على قابوس بن سلطان عام 2011م وفشل السعودية ايضا في محاولة انقلاب جديدة العام الماضي كما ذكرت بعض الانباء .
لذلك ترى عمان ان تحركات الامارات والسعودية على حدودها في اليمن يهدد امنها الاستراتيجي وردا على ذلك تحركت عمان لقطع الطريق امام هذه المخاوف بعدة خطوات منها تجنيس سلطان المهرة عبدالله عيسى عفرور وحيدر ابو بكر العطاس وستين شخصية من اسرتيهما بالإضافة الى انشاء قنوات تواصل بينها وبين بعض مشائخ المهرة وحضرموت وتسهيل اجراءات دخول مواطني المهرة الى عمان بالإضافة الى نشرها مؤخرا قوات عسكرية على حدودها مع المهرة بينما تسعى الامارات للتوغل في المحافظة عبر منظمات انسانية واستقطاب بع
ض المشائخ وأنشأت معسكر في الغيضة لتدريب ابناء المحافظة وتجنيدهم لصالحها …
ووفقا للمعطيات الميدانية وحالة الاحتقان الموجودة في المحافظة سيتصاعد الصراع العماني الاماراتي السعودي في المهرة وستدخل المحافظة دوامة العنف كبقية المحافظات الجنوبية المحتلة فبعد ان كانت الاخبار من المهرة منقطعة سنسمع مستقبلا اخبار التفجيرات والاغتيالات والصراعات كما نسمعها اليوم من عدن وحضرموت وشبوة .
تقسيم حضرموت
بعد استكمال سيطرتها على جنوب وشرق اليمن من عدن الى سقطرى وصولا الى حضرموت وشبوة تسعى دول العدوان حاليا لتقسيم حضرموت الى محافظتين في سياق تقسيم اليمن الى كنتونات صغيره متناحرة . جاء هذا الاعلان خلال زيارة علي محسن الاحمر لوداي حضرموت الشهر الماضي التي التقى فيها قيادات عسكرية ومشائخ ووجهاء الوادي .
مخطط تقسيم حضرموت تسعى السعودية من خلاله لتفكيك المحافظة ليسهل ابتلاعها وضمها لها وفق اطماعها المعروفة منذ عشرات السنوات بجعل هذه المحافظة ممرا بريا تنفذ من خلاله ﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ عبر القناة البحرية التي تربط الخليج العربي ببحر العرب والتي اطلق عليها إسم “قناة سلمان”. لتتمكن من ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻧﻔﻄﻬﺎ بدلا ﻣﻦ ﻣﻀﻴﻖ ﻫﺮﻣﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻳﺮﺍن .
هذه الخطوة تأتي بعد نهب السعودية 42 الف كم من اراضي حضرموت بداية من معسكر الخراخير الى مثلث الشيبه بالحدود مع عمان خلال الايام الماضية ..
محافظة المخا
وفي غرب اليمن تسعى دولة الامارات لفصل مديريات الساحل والمخا التابعة لتعز وإعلانها محافظة مستقلة بمجلس انتقالي تابع لها وتحدثت المصادر عن دفع الامارات لشخصيات من داخل المخا لتشكيل مجلس انتقالي مصغر يمهد لإعلان هذه المحافظة .
كل هذه التحركات لدول العدوان السعودي الاماراتي ومن خلفهم الامريكي واحتلالهم للمحافظات الجنوبية والشرقية وجزر سقطرى وميون وحنيش وباب المندب وكل الموانئ والمطارات وحقول النفط والغاز والسعي لتقسيم اليمن تؤكد حقيقة اهداف العدوان على اليمن في السيطرة على الموقع الجغرافي اليمني الاستراتيجي خدمة للمشاريع الامريكية الاسرائيلية في المنطقة وكما فشل مشروعهم في تقسيم العراق سيفشل في اليمن بإذن الله …
 

مقالات ذات صلة