الصحف الأجنبية … دعم #ترامب القويّ لابن سلمان وراء إجراءات الأخير في #السعودية

عمران نت/ 6 نوفمبر 2017م

رأى باحثون أميركيون ان السعودية تمر اليوم بمرحلة حساسة جداً وتقف عند مفترق طرق، مشيرين إلى ان عملية توريث السلطة من الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى نجله محمد بن سلمان لن تكون عملية سهلة عندما يحين وقتها.

ولفت صحفيون أميركيون إلى ان حملة الاعتقالات بحق عدد من الامراء السعوديين المعروفين جاءت بعد زيارة قام بها زوج ابنة الرئيس الاميركي وأحد كبار مستشاريه “Jared Kushner”، مؤكدين أن الاخير اجتمع مطولاً مع ابن سلمان من اجل “إعداد استراتيجية”.

حملة الاعتقالات في السعودية جاءت بعد لقاء محمد بن سلمان مع “Jared Kushner”

وفي التفاصيل، كتب “David Ignatius” مقالة نشرتها صحيفة “واشنطن بوست”، تناول فيها حملة الاعتقالات التي قام بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعدد من الشخصيات السعودية البارزة، وقال إن “هذه الاعتقالات اعتبرها عدد من المراقبين العرب انها خطوة جريئة وخطيرة من أجل توطيد سلطة ابن سلمان”.

ونقل الكاتب عن احد رجال الاعمال السعوديين ان “ما قام به ابن سلمان يعد مجازفة كبيرة، لأنه يتحدى الأمراء والمؤسسة الدينية الوهابية في آن (بعد قراره السماح للنساء بقيادة السيارات).

وأشار المصدر إلى أن “من بين المعتقلين في الحملة الأخيرة متعب بن عبدالله نجل الملك عبدالله السابق ووزير الحرس الوطني السعودي”، ولفت إلى ان الحرس الوطني يشكل جزءا من توازن القوى داخل العائلة الملكية، وبالتالي فإن ابن سلمان أزال هذا التوازن.

واعتبر الكاتب ان ابن سلمان يفكك نظام الحكم التقليدي في السعودية بشكل متعمد، إذ اختار كسب تأييد الشباب السعودي ويراهن على حشد الشباب الراغبين بدولة سعودية جديدة، مضيفا ان ابن سلمان يأمل ان تدعم المؤسسة الدينية في السعودية حملة الاعتقالات التي استهدفت الامراء الكبار.

وقال الكاتب ان “ابن سلمان تخلص من الشخصيات التي كانت مقربة من الملك عبدالله السابق”، ورأى ان حملة الاعتقالات التي قام بها تشبه “مقاربة انظمة استبدادية مثل الصين”، على حد تعبيره.

ولفت الكاتب إلى أن “ابن سلمان يتخذ خطوات جريئة بسبب الدعم القوي الذي حصل عليه من إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومساعديه المقربين”، وقال : “زيارة “Jared Kushner” ليست صدفة ،اذ يروى ان ابن سلمان و”Kushner” اجتمعا حتى قرابة الرابعة فجراً من اجل إعداد استراتيجية”.

السعودية تشهد اكثر المراحل المتقلبة منذ ما يزيد عن نصف قرن

وفي سياق متصل، كتب “Bruce Riedel” مقالة نشرت على موقع “Al-Monitor”، قال فيها ان “قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز اقالة وزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله يهدف إلى التخلص من خصم قوي لولي العهد محمد بن سلمان”.

وأضاف الكاتب إن “إقالة متعب هو الجزء الأهم من حملة الاعتقالات الاخيرة بحق عدد من الشخصيات البارزة في السعودية، وان الاعتقالات هذه تشير إلى وجود “معارضة عميقة” لخطط ابن سلمان”.

الكاتب ذكّر ان الحرس الوطني السعودي اسسه الملك عبدالله السابق في الخمسينيات الستينيات، مشيرا الى انه “مركز قوة عائلة عبدالله وقبيلة شمّر منذ ما يزيد عن نصف قرن”.

وتابع ان التصميم على تعزيز سلطة ابن سلمان يعكس “طموحاً وقلقاً في الوقت نفسه”، مشيراً الى أن “ابن سلمان يدرك ان صعوده الى السلطة اثار غضب العديد من أفراد العائلة الملكية ممن هُمّشوا”. ولفت الى ان مراقبين مطلعين على السياسات الداخلية في السعودية يرون ان اعتقال عدد من رجال الدين والمثقفين السعوديين خلال فصل الصيف يدل على وجود توتر داخل السعودية.

ورأى ان لا ضمانات بان عملية التوريث (من الملك سلمان الى نجله محمد بن سلمان) ستكون عملية سلسلة، وأن الاعتقالات الأخيرة تؤكد أن عملية توريث السلطة ستكون أصعب مما أراد الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان.

الكاتب أشار إلى أن السعودية تقف عند مفترق طرق”، لافتا الى الجمود الاقتصادي بسبب أسعار النفط المنخفضة وأن الحرب على اليمن عبارة عن مأزق للرياض”. وقال إن “حملة عزل قطر فاشلة وأن نفوذ ايران يتعزز في لبنان وسوريا والعراق، وذلك الى جانب السيناريوهات المبهمة المحتملة لعملية توريث السلطة”، على حد قوله.

وعليه رأى أن السعودية تشهد أكثر الفترات تقلبا في تاريخها منذ ما يزيد عن نصف قرن.

المصدر العهد الاخباري

مقالات ذات صلة