ماهي ” بلاك ووتر ” ؟!

عمران نت/ 5 اكتوبر 2017م

سألتني أبنتي الطالبة الجامعية عن ( بلاك ووتر ) ، ما هي ؟ وما هي خلفيتها ؟ وما هو دورها ؟ وما هي قدراتها وإمكانياتها ؟
لم تفأجئني أبنتي بتساؤلاتها فأنا أعرف فضولها وحب الإستطلاع عندها ، لكني وقفت محتارا في الإجابة على تساؤلاتها ، ومن أين أبدا بالإجابة على هذه التساؤلات ، فقررت أن أكتب هذا الموضوع بصورة شمولية عن ( بلاك ووتر ) وأبلغت أبنتي بأن الإجابة لن تكون حصرية لها بل عامة ليعرف الراغبين بالمعرفة حقيقة بعض المسميات وأهدافها وخاصة كظاهرة ( بلاك ووتر ) سيئة الصيت ..؟
تأسست شركة بلاك ووتر عام 1997م كشركة خدمات أمنية في ولاية كارولاينا الشمالية الامريكية من قبل ضابط في المخابرات المركزية الامريكية يدعى ( إيريك برينس ) ومنحت الشركة حقلا للرماية والتدريب مساحته ،24 كيلوا متر ..
بحكم القوانين الليبرالية الامريكية فالشركة هي شركة خدمات أمنية تقدم خدماتها للشركات والافراد والولايات الأتحادية ، وكذا للدول والحكومات الراغبة في خدماتها في جميع أنحاء العالم ..!!
في السياق العام فالشركة كما اسلفت هي شركة خدمات أمنية ، لكن في دوافع وخلفيات واهداف الشركة فأنها تعد بمثابة وزارة الدفاع لحكومة العالم الخفية ، وهي القوات المسلحة للصهيونية العالمية وقوات تنفيذية لكل المخططات القذرة التي كانت تقوم بها وكالة الاستخبارات الامريكية وجهاز ال ام سكس البريطاني ..؟!
بحسب إستراتيجية ( الصدمة والرعب ) وإستراتيجية ( الفوضى الخلاقة ) اللتان صرح بهما ( البنتاجون الامريكي ) والتي أوصت بها مراكز الدراسات الإستراتيجية التابعة للبنتاجون في سياق إحلال ما أطلق عليه بالشرق الاوسط الجديد ، والذي وتجنبا لتبعاته العسكرية والأمنية وبناء على توصيات الأجهزة الاستخبارية الامريكية _ البريطانية ومعهما جهاز الموساد الصهيوني فقد كان إنشاء شركة ( بلاك ووتر ) خطوة لتطبيق إستراتيجيات أوصى بها البنتاجون الأمريكي وكانت ( العراق ) أولى مسارح العمليات القذرة لبلاك ووتر ، كما كان ( العراق ) هو اولى النطاقات الجغرافية العربية التي تم فيه تطبيق إستراتيجية ( الصدمة والرعب ، والفوضى الخلاقة ) ..!
لكن لماذا العراق فهذا يعود لطبيعة التركيبة الجيوسياسية والاجتماعية للعراق ذات التعدد العرقي والمذهبي وذات الأرث الصراعي _ التاريخي الذي ما ان يجد نافذة للإنسياب حتى تنهار المنظومة الإجتماعية للعراق ذو التركيب الفسيفسائي المعقد والباحث عن فرصة ضعف الدولة المركزية ليعبر عن ذاته بطرق جد متوحشة ، كان الغرب يدرك بحكم خبرته ومعرفته بهذه الحقائق وبحكم ما زرع من عملاء واتباع وجواسيس بصورة عائلات نافذة واحزاب مؤدلجة ومكونات إجتماعية ووجاهية ناشطة إضافة إلى رموز سياسية ذات حظوة إجتماعية ..وفي هذا سئل الرئيس اللبناني الاسبق كميل شمعون في بداية الحرب اللبنانية عن سياسة الغرب الاستعمارية تجاه المنطقة وهل تكون الحرب اللبنانية بداية التقسيم قال حرفيا ( راقبوا العراق التقسيم سيبدأ من العراق ، الكبير اولا ثم الاصغر فالاصغر ) ..؟!
إذا بلاك ووتر هي جزءا اصيلا من مشروع الشرق الاوسط الجديد ، وهي الممثل الشرعي للإمبريالية المتوحشة ، وهي الوكيل الحصري لحكومات العالم الخفية ، وهي البديل الفعلي عن جيش ( الدفاع الصهيوني ) والمخولة القيام بكل العمليات القذرة في الوطن العربي تحديدا وهي شركة هويتها عالمية وموطنها كل العالم وان حملت رخصة اولية من امريكا إلا ان أمريكا الاستعمارية التي تأسست الشركة على أراضيها تدرك إن هذه الشركة اعفتها من كل العمليات القذرة التي كانت تقوم بها الاجهزة الامريكية ، بدليل ان كل العمليات القذرة التي حدثت بالعراق قامت بها هذه الشركة نيابة عن الجيش الامريكي الذي يخشى من الملاحقات القانونية الدولية ،فأوكل كل العمليات القذرة لبلاك ووتر التي يصعب ملاحقتها القانونية باعتبارها شركة خارجة عن القانون خارج نطاق الولايات المتحدة الامريكية وبما ان عملياتها القذرة تجري خارج الأراضي الأمريكية ،فأن الشركة تبقى بعيدة عن المسألة باعتبارها شركة مرتزقة لايحكمها القانون خارج أمريكا فيما هي في امريكا حيث يعاقبها القانون هي شركة امنية خاصة قامت وفق القانون الامريكي وتعمل بإحترافية ومهنية ولا تتجاوز القانون الامريكي ، لهذا منحت قوات الاحتلال الامريكي في العراق الشركة صك براة عن كل جرائمها في العراق ، وقانون يحرم متابعتها او متابعة ايا من افرادها ، ابشركة طبعا حصلت على عقود وامتيازات خيالية في المنطقة ، ناهيكم ان الممولين الرئيسين لعملياتها القذرة هي انظمة الخليج بل ان النظام الإماراتي يعد من اكبر المساهمين بالشركة التي واجهت حملة إعلامية في أمريكا والغرب بسبب عملياتها القذرة في العراق ، وقد
أعلن المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة إيريك برينس ورئيسها غاري جاكسون استقالتهما ،غير أن المؤسس تراجع عن الاستقالة وبقى عضو مجلس إدارة الشركة التي غيرت أسمها إلى ( أكاديمي ) في عام 2010م
ولمزيد من

 المعلومات أقتبس هذا النص من أحدى المواقع الإخبارية الامريكية الذي لعب دورا في كشف جرائم وفضائح بلاك ووتر او أكاديمي بعد التعديل وكان هذا الموقع وراء كشف علاقة بلاك ووتر بالنظام الإماراتي خاصة والخليجي عامة واليكم نص التقرير

((( نشر موقع “لوب لوج” الأمريكي تقريراً عن العلاقات التي تربط إريك دين برينس المدير التنفيذي ومؤسس بلاك ووتر “التي تملك المرتزقة” وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودور بلاك ووتر في دعم جهود أبوظبي في التمدد العسكري الخارجي.

وكتب ديفيد إيسنبرج، وهو كاتب متخصص في السياسة العسكرية الأمريكية، والسياسة الخارجية، والقضايا الأمنية الوطنية والدولية قائلاً: “في عام 2014، أشار الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي يشغل الآن منصب وزير الدفاع الأمريكي، إلى الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها “إسبرطة الصغيرة”. ووصف حروب الإمارات في الشرق الأوسط في اليمن وليبيا وسوريا بالقذرة”.

وأضاف: “لم يكن لدول الخليج العربي سوى القليل جداً من الاعتماد على قدراتهم العسكرية الخاصة بهم. فقد اعتمدوا بشكل تقليدي على دول أجنبية من أجل الأسلحة والتدريب والقوات” ورغم ذلك، ذهبت أبوظبي خطوة أبعد من ذلك، فلم تكتفِ بإحضار شخص مثل برنس لتدريب المرتزقة المسيحيين لملاحقة الإسلاميين. ولم تستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة متعاقدين أمنيين خاصين لتعزيز قدرتها على الدفاع عن النفس فحسب، بل استغلتهم في الحروب الأجنبية، وربما القمع المحلي.

لقد ولَّت الأيام التي عملت فيها الممالك الصغيرة سراً مع وكالة المخابرات المركزية لتمويل أشخاص مثل أسامة بن لادن أو التفاوض على صفقات رهينة صعبة. الآن فقط قِلة من الإماراتيين على الخطوط الأمامية يموتون جنباً إلى جنب مع البنادق المستأجرة. لا شيء من هذا ينبغي أن يتكون فجأةً، ففي عام 2011، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، استأجر إريك برينس، المؤسس المشارك لشركة بلاك ووتر- سيئة السمعة- للأمن الخاص، لضم كتيبة القوات الأجنبية مكونة من 800 فرد (المعروفة باسم وحدة ( آر2) الجيش الخاص المستأجر كان تحت أوامر ولي عهد أبوظبي وكان لتدريب القوات الإماراتية على “القيام بمهام عمليات خاصة داخل وخارج البلاد، والدفاع عن أنابيب النفط وناطحات السحاب من الهجمات الإرهابية وإخماد أي ثورة داخلية”.

ولكن، مع مرور الوقت، أصبح دوره أكبر بكثير. في أبريل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن “الإمارات رتبت اجتماعاً سرياً في سيشيل في يناير الماضي بين مؤسس “بلاك ووتر” إريك برنس، وأحد الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين في إطار جهد واضح لإقامة قناة اتصال خلفية بين موسكو والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

كما لعبت تلك القوات المستأجرة لصالح الإمارات دوراً بارزاً بصفتهم جزءاً من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن. فعندما يظهر محمد بن زايد في اجتماعات رفيعة المستوى، يمكن أن تكون متأكداً من أن جيش من المقاولين والمدربين موجود ليس بعيداً.

في أواخر عام 2015، أفاد موقع “ميدل إيست آي” أن مايك هيندمارش، وهو ضابط سابق في الجيش الأسترالي، قد تم إدراجه كقائد للحرس الرئاسي في الإمارات، حيث يقدم تقاريره مباشرة إلى محمد بن زايد آل نهيان. على الرغم من أن هناك بعض الخلاف حول أن هؤلاء المقاتلين الأجانب الذين يعملون الآن في الجيش الإماراتي هم مرتزقة بالمعنى الذي ذكر في اتفاقية جنيف للكلمة، إلا أن أولئك الذين تعينهم الإمارات لا يشبهون بوضوح المقاولين الأمنيين الخاصين في أماكن أخرى.

كما أن الجنود الأجانب هم بعيدون كل البعد عن هذا النوع من المقاولين الذين تستخدمهم الإمارات. تحملت تلك القوات الأجنبية عبء الخسائر البشرية نيابة عن دولة الإمارات، وأفاد موقع “سبأ نيوز” الذي تديره حركة أنصار الله في 9 ديسمبر أنه تم قتل 14 من المرتزقة الأجانب في اليمن من بينهم ستة كولومبيين وقائدهم الأسترالي في محافظة تعز جنوب شرق البلاد.

ومن جانبه، أشار موقع ميدل إيست آي البريطاني إلى أن المرتزقة الكولومبيين هم أول من أفادت التقارير عنهم بأنهم يقاتلون في اليمن في أكتوبر الماضي عندما قيل أن حوالي 100 مقاتل كولومبي سابق انضموا إلى قوات التحالف، حيث من المقرر أن يتم إرسال حوالي 800 مقاتل لدعم القوات الموالية لمنصور هادى.

وتفيد التقارير بأن الكولومبيين الذين يقاتلون لصالح دولة الإمارات يتطلعون إلى بعض الفوائد مقابل القيام بذلك، حيث ذكرت مجلة “كونتر بانش” الأمريكية أنهم “سوف يحصلون على معاش وأيضاً على الجنسية الإماراتية، جنباً إلى جنب مع أفراد أسرتهم. وإذا ماتوا في القتال، فإن أطفالهم سيذهبون إلى الجامعة مجاناً)))

 

✍ طه العامري 

 

مقالات ذات صلة