المسلمون والإرهاب (البوذي) في ميانمار

عمران نت/ 11 سبتمبر 2017م

– “الإرهاب لا دين له ولا وطن” مقولة تصدق اليوم على استهداف المسلمين في ميانمار (بورما) حيث يتعرضون للإبادة الجماعية على أيادي المتطرفين البوذيين ، مع تواطؤ الحكومة وخذلان المجتمع الدولي ، الذي نجده يقظاً تجاه ما يسمى بالإرهاب الإسلامي ، لكنه يبدو غير مكترث بما يصاليه المسلمون المستضعفون في كثير من بقاع العالم .

لن نقفز عن حقيقة أن التنظيمات الإرهابية التي تتلفع برداء الإسلام قد أثارت الغبار والضبابية حول الإسلام والمسلمين ، ما يجعل العالم متشككاً حيال بعض الأحداث التي يغدو المسلمين ضحية فيها ، وهذه إحدى الثمار السلبية لنا في التطرف عند المسلمين ، وحتى وإن أقتصر الصراع الدامي فيما بينهم البين ، فإن الصورة النمطية التي رسخت في الأذهان قد جعلت المسلم لا سواه هو المتشدد والارهابي والتكفيري وما إلى ذلك !

بيد أن المشاهد المؤلمة التي تتوالى من ميانمار وعلى حدودها مع بنغلادش تفصح عن إرهاب (بوذي) صريح رغم أن البوذية معروفة باعتدالها وبتسامحها مع الآخر ، الأمر الذي يقود إلى حقيقة أن للإرهاب عوامل أخرى لا تقتصر على الدين أو الفكر ، فإذا وجدت هذه العوامل سرعان ما يتحول الإنسان إلى وحش قاتل يبطش بلا هوادة أو رحمة ، فلا يتوقف عن إجرامه إلا حين يجد نفسه فرداً أو جماعة في قلب الخطر !!

وصدق الله إذ يقول : (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله) .

واليوم فإن هذا التدافع الإنساني مطلوب على نحو عاجل في ميانمار بحيث يرتدع المتطرفون فيها ويكفون عن عدوانهم، خاصة أن مسلسل استهداف واضطهاد المسلمين غير جديد ، وقد أغرى صمت المسلمين والمجتمع الدولي الإرهابيين فتمادوا وتجبروا ، حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم .

ومسؤوليتنا كمسلمين توجب علينا التحرك الجاد والمسؤول رسمياً وشعبياً في إغاثة النازحين وتأمين المحاصرين ، وبالضغط على حكومة بورما لتقوم بدورها الوطني في حماية المسلمين وكل المدنيين المستهدفين في هذه الحرب العمياء .. ومطلوب من الدول الآسيوية الكبرى التي تنتشر فيها الديانة البوذية كالهند والصين واليابان أن تعمل وتتدخل هي الأخرى ، حتى لا تصبح آسيا مسرحاً لصراع ديني لا منتصر فيه إلا الإرهاب وأياديه الخفية .

ولنا أن نتساءل، أين منظمة المؤتمر الإسلامي ، وأين التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب ، وأين خادم الحرمين ، ولماذا يصمتون حين يكون الكلام فريضة ، وما الذي ينتظرونه حتى ينطقون ويتحركون لإغاثة أقلية مستضعفة لا ذنب لها إلا أنها ارتضت الله ربا ومحمداً نبياً والإسلام ديناً ؟

الكل مسؤول ومعني بالتحرك إنسانياً وإسلامياً .. ولات ساعة مندم !!!

 

✍عبدالله علي صبري

 

مقالات ذات صلة