ناطق أنصارالله : استهداف الصيادين في جزيرة عقبان جريمة لن ينساها التأريخ ودماء المظلومين لن تضيع

image

المسيرة- أحمد داود:

السخَطُ هذه الأيامَ يعُــمُّ أرجاءَ محافظة الحديدة.. ألا تستدعي جريمة كمقتل الصيادين في جزيرة عقبان التذمر من العدوان السعودي الأمريكي؟.. الحصيلة ليست قليلةً، إنهم أكثر من 200 صياد ما بين شهيد وجريح.

وقال الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في تغريدة له على التويتر: ” أن استهداف طيران العدوان للصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة مجزرة لن ينساها التاريخ، مؤكداً أن دماء المظلومين لن تضيع ، الجدير بالذكر أن الجريمة راح ضحيتها ما يقارب 150 شهيداً.

ويتحدَّثُ الشيخُ محمد منصر شيخ قبيلة الزرانيق بالحديدة لصحيفة “صدى المسيرة” بقلب مكلوم وحزين، وهو إلى الآن غير مستوعب ما حدث، يتساءل: أيُعقَلُ أن يتم قصف صيادين مدنيين سلميين، منزوعين من السلاح بهذه الطريقة البشعة الإجرامية؟!.. يا الله.. إنه مشهد مذهل لم يسبق أن رأيت مثله في حياتي.. هكذا يقول الشيخ منصر.

يوم الجمعة الماضية كان الصيادون في طريقهم إلى الصيد كالمعتاد، حملوا أمتعتهم وقواربهم، وكانوا في قمة استمتاعهم بهدوء البحر وبألوان الشمس الذهبية التي تسطع في عرض البحر.. فجأة تتوقف قهقهة الصيادين، وتتحول فرحتهم إلى كابوس حقيقي.. ماذا حدث يا الله.. إنها طائرات العدوان السعودي الأمريكي أقبلت وهي تحمل الشر بكل تفاصيله وبدأت في مباشرة هؤلاء الصيادين والقصف عليهم.

كانت الغارة الأولى كما يقول الشيخ، عنيفة ومفاجئة للصيادين، استشهد على الفور 70 صياداً، فيمَ هرع بقية الصيادين لإسعاف الجرحى، لكن الطيران عاود من جديد، وبدأ في التوحش، ليباشر البقية بالقصف العنيف ويخلف العشرات من الشهداء والجرحى.

إنها الإبادة الجماعية والجريمة المنظمة، يتقنها هؤلاء الأوغاد الذين لا يعرفون الإنسانية ولا الدين- كما يقول الشيخ منصر-، ويواصل وبأسى كبير: لم يتوقف الطيران عند هذا الحد، وحين هرب البعضُ إلى داخل جزيرة عقبان، تدخلت طائرات الأباتشي وبدأت في القصف على الجزيرة، واستهداف كُـلَّ من تجده أمامها..

هل هذا الجنون.. بالفعل إنه الجنون الحقيقي الذي لا نظير له في التأريخ المعاصر.

يتساءل الشيخ منصر: هل هؤلاء بشر؟ هل لديهم إنسانية.. أم أنهم كائنات متوحشة.. والله لم أجد في حياتي أبشعَ من هذا المنظر ولا أفدح منه.. والله إن التأريخ سيحاكمهم ويلعنهم لعناً كبيراً.

يتوقع الشيخ منصر برهة، ثم يواصل حديثه، بأسى:” هؤلاء فقراء، مساكين، يعملون في الصيد، لديهم منازل متواضعة جداً بعيداً عن الأحياء السكنية، في الصحراء، بيوت متواضعة جداً.. لا أدري ما الجريمة التي ارتكبوها حتى يتم معاقبتهم بهذا الشكل العنيف.. وقصفهم بهذه الطريقة الهستيرية من قبل الطيران، هؤلاء تجردوا من القيم النبيلة، ومن تعاليم الإسلام، ومبادئ القرآن ومن كُـلّ شيء.

في الحديدة، الآن الغضب يتأجج بشكل أكبر، لقد عرف الناس حقيقة العدوان، يدركون جيداً أن الواجب يحتم عليهم مواجهة هذه الغطرسة والقتال ضد المعتدين.. هكذا يختم الشيخ منصر حديثه لصحيفة “صدى المسيرة”.

الكثيرُ من الجرحى حالتُهم سيئة الآن، وهم في مستشفيات متواضعة بالحديدة، والبعضُ بانتظار نقله إلى صنعاء وإلى مستشفيات أفضل.. لكن الأوضاعَ المالية لهؤلاء متعبة للغاية، هم لا يملكون شيئاً سوى مهنة الصيد لإعالة أسرهم الفقيرة.. هكذا يقول أحد أسر الضحايا.

جزيرة عقبان التي تقع في الشمال الغربي لجزيرة كمران لا يوجد لهؤلاء الشهداء سوى العمل في البحر والصيد، وإلى هذا الجزيرة يأتي الصيادون من مناطق متفرقة من الحديدة، ومنطقة بيت الفقية لوحدها استشهد منهم 43 صياداً، فيما استشهد من قبيلة الزرانيق 115 صياداً.

مقالات ذات صلة