تساؤلات حول الغدير ..

عمران نت/ 7 سبتمبر 2017م
ما حدث وبإتفاق جميع الأمة في غدير خم الواقع على الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة عند عودة النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حجة الوداع ، اليوم الذي إعتدنا كيمنيين على تسميته بعيد الغدير ويوم الولاية لأمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ، عندما دعى النبي الأكرم صلوات الله عليه واله المسلمين الذي شاركوا معه في اداء فريضة الحج الى اجتماع طارئ كان عنوانه الأهم والأبرز ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه )) فما الذي يدفع بالامة للخلاف حول هذه الحادثة دون غيرها من حوادثها الكثيرة والمثيرة ؟؟!! هل كان السبب في مدلولات ذلك الحدث وحديثه الثابت الشهير ؟؟ هل كانت الحادثة للثناء وبيان المكانة أم لإثبات الولاية ؟؟ وحين يثبت الأمر النبوي بولاية الإمام علي هل يجوز الخلاف حول نوع الولاية ؟؟ ولاية دين ام ولاية حكم ؟ وهل كانت ولاية الرسول صلوات الله الله عليه واله مجزأة مقسومة بين دين وحكم ؟؟!!!
برغم الاتفاق على ماحدث في غدير خم الا أن الخلاف احتدم بين ابناء الأمة الاسلامية وتحول عن طبيعته الدينية حكما ومقصدا الى خلاف مذهبي تحت تأثير أهواء السلطة والحاكم فظلت تذكيه الأطراف المتضررة من ثبوته وتحاول إعادته الى مساره الصحيح الاطراف المتضررة من نفي مقتضاياته وتجاهل أهميته ودلالته وآثاره ، وبما أن السلطة ظلت ولفترات طويلة في حيازة الاطراف المتضررة من ثبوته فقد استطاعت تفريغ حادثة الغدير من مضمونها الأساسي و ترسيخ القناعات لدى العامة التي تخدم استمرارها في الحكم بما يخالف اعتقاد الاطراف الاخرى ، حتى اصبحت الحادثة مقصورة ومحصورة في باب الفضائل لا الأسس .
اصبح من الثابت اللامنطقي في وجهة نظري عند كثير من المسلمين ان ولاية امر الأمة بعد النبي صلوات الله عليه واله كانت من الأمور المسكوت عنها والمتروكة للاجتهاد والرأي فيما بين ابناء الأمة !!! فهل كان ذلك السكوت لعدم أهمية مسألة الحكم ؟؟ وفي شريعة سماوية هي الخاتمة !!! أم ان الوقت لم يسعف النبي صلوات الله عليه واله للحديث عنها؟؟وهو الذي علم المسلمين حتى آداب قضاء الحاجة !!!! أم أن السكوت كان متعمدا ؟؟ كما يدعي البعض بحجة إلجاء الناس الى مبدأ الشورى !!! ألم يكن ذلك السكوت المدعى سببا للخلاف ؟؟ وهل يليق بمن جاء رحمة للعالمين ان يتسبب عامدا في خلافا بين أتباعه ؟؟ حاشاه حاشاه حاشاه صلوات الله عليه وآله .
فما الذي دفع الأمة في قديمها الى تجاهل هذا الحدث والحديث بعد وفاة النبي صلوات الله عليه وآله ؟؟!! ثم دفع ما تأخر منها لتبرير ذلك التجاهل ؟؟!! وحين تم الاعتماد في الاختيار على القرائن والاشارات ألم تكن تلك الحادثة والحديث وما سبقها في ذات المحل كافية حتى لمجرد الدخول في المفاضلة ؟؟!! ألم يكن الإمام علي عليه السلام بسبقه في الاسلام وتضحياته ومواقفه ومنزلته وعلمه وفقهه وحكمه بكل تلك المؤهلات التي أعتقد أنه لم يمتلكها احد غيره مستحقا أن يكون من أهل الحل والعقد وأن يستدعى للحضور الى السقيفة او ينتظر لأخذ رأيه ؟؟!!!

✍حمير العزكي

 

مقالات ذات صلة