دويلة الإمارات من فشل معركة السواحل الغربية في اليمن الى تأسيس سجون سرية “تفاصيل”

 

عمران نت : متابعات

ان الأزمة اليمنية اصبحت لغز كبير بالنسبة لمن يدير الحرب فيها وكذلك للمتابعين اليها، الخلاف الاماراتي السعودي من جهة، تكاتف السعودية والامارات مع القاعدة وداعش من جهة، وكذلك استهداف القاعدة بذريعة محاربة الارهاب من قبل الولايات المتحدة من جهة اخرى و…

 

العدوان على اليمن من قبل التحالف بقيادة الرياض والضوء الاخضر الامريكي البريطاني مكنت تنظيمي القاعدة وداعش في شبه الجزيرة العربية من التوسع، وان الحملات العسكرية من قبل الولايات المتحدة ضد القاعدة لن تؤدي إلى إلحاق الهزيمة به، لأن هذه العمليات تأتي في اطار التصفية لبعض القيادات في التنظيم، وان الدعم اللوجيستي والاستراتيجي لهذا التنظيم لا زال موجود ومستمر.

 

لكن قضية الكشف عن السجون السرية في اليمن، جاء على خلفية الازمة الخليجية وانشقاق صفوف العدوان، حيث قامت الامارات بالقبض على عدد من قيادات الجنوب في جنوب اليمن ونقلهم الى هذه السجون السرية.

 

وكشف تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس عن وجود شبكة سجون سرية في اليمن تديرها دولة الإمارات العربية المتحدة، ويخضع فيها المعتقلون لصنوف مختلفة من التعذيب.

 

وقالت الوكالة إنها وثقت وتحققت من حوادث لاختفاء مئات الأشخاص في هذه السجون السرية بعد اعتقالهم بشكل تعسفي في إطار ملاحقة أفراد تنظيم القاعدة، وأن هذه السجون توجد داخل قواعد عسكرية ومطارات وموانئ يمنية عدة، بل حتى في مبان سكنية.

 

وكما تشير هذه الوكالة، ان واشنطن شاركت في استجواب محتجزين في هذه المعتقلات السرية التي تشرف عليها قوات يمنية وإماراتية، وبأنها تستطيع الوصول بشكل دائم إليها، وهو ما قد يشكل انتهاكا للقانون الدولي.

 

كما افادت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تحقيق تنشره في خمسة أجزاء حول أزمة اليمن أن للإمارات هدفا معلنا في اليمن وهو محاربة الحوثيين، وهوسا خفيا وهو محاربة حزب الإصلاح ومن خلاله جماعة الإخوان المسلمين رغم قتالهم الحوثيين.

 

وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الإمارات تدعم مليشيات أبو العباس التي تقاتل حزب الإصلاح المدعوم من السعودية، وسبق أن زودته الرياض بالسلاح.

 

كما تطرق تقرير القناة الألمانية للسجون السرية الإماراتية باعتبارها مؤشراً على أنه لا نهاية تلوح في الأفق للازمة والمعاناة باليمن لافتاً للاتهام الذي وجهته هيومن رايتس ووتش لدولة الإمارات المتحالفة مع السعودية بدعم المقاتلين اليمنيين المتورطين في التعذيب ضد سجناء يزعم أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش وبالإضافة إلى ذلك حيث تشرف الإمارات على سجنين على الأقل يزعم  أيضا أنه يتم فيهما تعذيب أشخاص.

 

وقالت سارة ليا ويتسون مدير الشرق الأوسط في منظمة هيومن رايتس ووتش: “نحن لا نقاتل بشكل فعال جماعات متطرفة مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية من خلال إخفاء عشرات الشبان وزيادة  باستمرار عدد الأحباء “المفقودين” لدى الأسر في اليمن”.

 

 

 

اهداف الامارات في اليمن…

الامارات تولت مهام معركة السواحل الغربية في البلاد، لأن الإمارات تعتبر باب المندب هو امتداد طبيعي لأمنها القومي (موانئ دبي العالمية) التي طورتها على حساب إضعاف هذا الممر وممرات أخرى في الإقليم، وبذلك حاولت أكثر من مرة أن تحصل على إدارة الموانئ في عدن لكنها لم تفلح في جولات عدة عدى في شهر نوفمبر 2008 عندما وافق الرئيس اليمني الاسبق “علي عبدالله صالح” بإبرام اتفاقية لما أسموه وقتها بـ”تطوير الميناء”.

 

ومع إعلان السعودية تكوين تحالف عسكري “عاصفة الحزم” بمشاركة الإمارات ودول خليجية أخرى، كانت أنظار الإمارات تتجه صوب عدن والموانئ بصورة خاصة من أجل السيطرة عليها، وبسط نفوذها لضمان السيطرة عليها واستعادة أمجاد الاحتلال البريطاني، ولذلك كانت الدولة السباقة في إرسال قوات عسكرية وقادت الهجوم البرمائي على عدن في صيف العام 2015، حتى بعدما رفض الأمريكيون طلبهم بمساعدة القوات الخاصة الأمريكية.

 

 

 

المخطط الامريكي الاماراتي في الجنوب…

 

الصراع المحتدم في عدن بين القوى المختلفة والقديمة المتجددة يأتي أيضًا ضمن مخطط أمريكي يهدف إلى منح السلفية الجهادية دور وحضور وسيطرة لتقديمها أمام الرأي العام العالمي بان القاعدة وداعش حيث أصبحت القوة المسيطرة على الجنوب، كما يوحي ذلك في الوقت الحالي أن القوى المتصارعة تستعين بالمجاميع والقيادات السلفية الجهادية.

 

وفي المدى القريب، ربما يشتد الصراع، ويتوسع دوائره، ويدفع ذلك الوضع العام في الجنوب نحو الفوضى الذي من شأنه أن يهيئ الأرضية لتعاظم تمدد داعش والقاعدة اللذان سيتقاتلان على النفوذ في النهاية.

 

وحينما ترى أمريكا بأن أصبحت الجنوب اليمني تحت سيطرة الجماعات الجهادية بمختلف أطيافها، ستدعو إلى التحرك العسكري المباشر نحو الأراضي اليمنية تحت ذريعة محاربة خطر مسمى الإرهاب، وربما سيكون هدفها كل جماعات الإسلام السياسي دون استثناء.

 

وفي كل الأحوال يبدو أن هناك مؤشرات من خلال الاجتماعات الدورية التي ترعاها دويلة الإمارات ا لإعلان انفصال وشيك في اليمن، يخدم مصالحها فقط.

مقالات ذات صلة