للمتباكين

عمران نت/ 5 ديسمبر 2017م

بقلم / أشواق مهدي دومان

الخيانة فعل وذنب لا يغتفر في ناموس اللّه ، فاللهّ عرض الأمانة على السّماوات والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها ، وتجرّأ الإنسان بجهل وغرور وظلم وغامر بحملها ،، فيا أيها المتباكون على غير خيانة الوطن ف — :
ابكوا وطنا قسّمه العدوان معسكرات ومناطق محتلة ،،
ابكوا شهداء القصف من كلّ منطقة ومكان و محافظة،،
ابكوا شهداء البطولة من ضحّوا بدمائهم لأجل الجميع ، و قدّموا أرواحهم هدايا لنا في غير مَنٍّ ولا انتظار جزاء ،،
ابكوا البيوت المهدّمة ،،
ابكوا يتم اليتيم وفقد القريب وغربة الحقّ في الصّدور،،
ابكوا صمت العالم عنكم وكأنّكم حشرات ليس لها حقّ الحياة ،،
ابكوا فزع الكبير والّصغير من صوت صواريخ العدوان ، وعنت و غلف قلوبهم ، وصلفها وغطرستها،،
ابكوا وطنا دمّره العدوان كاملا ،،
ابكوا نقض العهود ، ،
ابكوا خيانة وطن،،
ابكوا إرادة خابت لأنّها امتدت وصافحت المعتدين ، وأرادت بيعكم ، وبيع دماء شهدائكم ، وبيع أعراضكم من الإمارات والسعودية بمباركة أمريكيّة إسرائيلية ، وخذوا عبرة من الجنوب الملتهب فتنا نتيجة تشرذم الحراكات الشّعبيّة التي منها الصّادق الذي تغتال كوادره من قبل الخائنين ، و منهم الكاذبون الذين يتناحرون فيما بينهم لانجرارهم في فتن خلقها لهم صراع المحتلين بين أتباع الدّنبوع التّابع لبني سعود ، وابن دغر التّابع لمحمّد بن زايد ،،
ابكوا طعنكم في الظهر وأنتم من تحبون طاعنكم حين ظهر على حقيقته داعيا للفتنة والاقتتال ، و أنتم تفقهون معنى فتنة وتعلمون أنّ الفتنة أشدّمن القتل ،،
ابكوا صفاءكم وحبكم التائه المخدوع بخائن رمى بعواطفكم واحترامكم له ، وتقديركم له عرض الحائط ، ولم يعمل حساب لفرد منكم لدرجة تواطؤه مع المحتل الغازي ، والمتجرّئ لبيعكم وبيع كلّ الشّعب اليمني،،
ابكوا الوفاء الذي ضيّعه ،،
ابكوا نشيدا وطنيا رددتموه : لن ترى الدّنيا على أرضي وصيّا ، فأراد حبيبكم الخائن أن ترى الدّنيا على أ ضكم وصيّا ،
ابكوا حقيقة باعها،،
ابكوا حقوقكم المنتهكة من العدوان الذي أراد حبيبكم أن يسلم الرقاب اليمنيّة كلّها له ومن بينها رقابكم ،،
ابكوا جرحاكم ،
ابكوا مرضى الكوليرا، وضحاياهم ومن قضى من الأطفال والكبار جرّاء هذا المرض،،
ابكوا كرامتكم،التي كانت ستهان لو سُلّمتم للغازي السعو أمريكي ،،
ابكوا صبركم على كلّ شيئ ،،
ابكوا بنككم الذي تآمر عليه المحتل مع المرتزق مع المنافق مع الوزير الفاسد ؛ فقطعت مرتباكم وشعرتم بالفاقة نتيجة تآمر أحبائكم الخونة لتركيعكم وتجويعكم،،،
ابكوا فراق أحبائكم الذين ماتوا بأمراضهم وما تلقوا علاجا في وطنهم،، وما استطاعوا إنقاذ من يحبون وعلاجهم في غير بلادهم،،
ابكوا أحباءكم الذين اشتاقوا لكم وهم غرباء ، ومنعهم حصار المحتلين من التئام قلوبكم وأرواحكم،،
ابكوا حضارتكم التي هدمها وقصفها الباغون في شبام وحضرموت وكوكبان ومأرب وكلّ اليمن،،
ابكوا نقض العهد والميثاق والغدر بكم لبيعكم كشياه في سوق التحالف العربي الماسوني ،،
ابكوا الأقصى المبيوع ،، الذي سيعلنه ترامب عاصمة لإسرائيل ،،
ابكوا المسجد الأقصى ،،
ابكوا مساجدكم و مدارسكم والطالب والشيخ والمرأة والرّجل من راح قصفا وإن لم يرحل قصفا فقد رحل قهرا على أحبابه الذين مابقي منهم أحد نتيجة قصف العدوان ،،
ابكوا عِزتكم وابكوا سيرة نبيّكم الذي توسّم فيكم الانتصار للحق وتغليب العاطفة تجاه خائن حكم بالظلم والجبروت وقتل الأحرار والشّرفاء ،،
ابكوا وطنكم وثرواتكم التي ما هنئتم بها بل كنتم مجرّد دُمى تصفّق في حفلات استخراج النّفط والغاز والبترول الذي ترونه بأعينكم ، وأمّا مردوده ففي جيوب من خانكم ومن لحق بالخونة ،،
ابكوا ثراءكم في قصورهم ومدنهم التي بنوها في مصايف وشواطئ أوروبا ودبي ولبنان ومصر و هم أفراد مثلكم ولو كانوا شرفاء ما نهبوكم ، فأصيبوا بالغنى الفاحش ، وأنتم في الفقر المدقع،،
ابكوا الوظائف لهم ، والمناصب لأبنائهم ، والمنح لأسرهم ، والشّاليهات باسمهم ، والمراكز التّجارية باسمهم ، والمولات باسمهم ، والمطاعم باسمهم ، والاستثمارات باسمهم ، والتّلال باسمهم ، والهضاب باسمهم ، وكلّ شيئ باسمهم ،، واسمكم ممحيّ تماما في دنيا اللاوعي والعواطف العمياء المتبلّدة ، الغائبة عن الحق وأهله ، الرّافضة لرؤية الحق واتباع أهله ،،
ابكوا ثرواتكم التي لو كانت للشّعب واليمن لكانت اليمن أغنى دولة عربيّة ،
و ابكوا أعماركم التي مضت وأنتم تكافحون صلف العيش وأبناء وأسر العملاء والمرتزقة والخونة ينعمون بها ،،
ابكوا أجدادكم الأنصار الذين نصروا وآووا وكتبوا سيرة من ذهب ليأتي خونة هذا العصر ليشوهوا سيرة خيرة أجناد اللّه،،
ابكوا محاولة إجهاض نصر وانتصارات رجال اللّه،،
 
بالمختصر : ابكوا ولكن ليس إلاّفرحا ( و دون شماتة ) بحقن الدماء وإخماد فتنة كانت تريد لنا أن نتقاتل من بيت لبيت ، وننهار اجتماعيا وأخلاقيا وقرآنيا وإنسانيا وإسلاميا ، وننهار بكلّ ما يتيح للعدوان أن ينتصر بعد ثلاثة أعوام من الصّبر ، والعزة للّه ولرسوله وللمؤمنين ،،
 
إن كنتم تعقلون
 

مقالات ذات صلة