السجون #السعودية تغص بمعتقلي الرأي وحملة القمع متواصلة

عمران نت/ 5 اكتوبر 2017م

واصل النظام السعودي حملة الاعتقالات الواسعة في صفوف القضاة والدعاة ورجال الدين والمفكرين في اطار مساعي المملكة للتخلص من أي صوت معارض.

وفي جديد الاعتقالات في السعودية، تم اعتقال الإعلامي مالك الأحمد، المعروف بتقديمه نقدا وتقييما لوسائل إعلام وأفلام ومسلسلات، من عدة جوانب، أبرزها “المهني والأخلاقي”، وعلق الكاتب السعودي جمال خاشقجي على اعتقال الأحمد، قائلا: “كنت معه في جروب واتس أب يضم مثقفين وأكاديميين ورجال أمن، لعله رابع الأعضاء الذين اعتقلوا”، متابعا: “اعتقال الدكتور مالك الأحمد يعني أنه لا أحد آمن!!!”.

كما اعتقلت السلطات السعودية أيضا القاضي في محكمة الاستئناف حمد المرشد، إضافة إلى اعتقال القاضي عبد اللطيف العبد اللطيف، القاضي في المحكمة المتخصصة بالرياض.

وبحسب موقع “معتقلي الرأي” فإن السلطات اعتقلت الداعية سعيد بن فروة، الذي أثار جدلا واسعا قبل شهور، بعد اتهامه بتكفير الممثل ناصر القصبي، كما اعتقل الشيخ سامي الغيهب، مدير وحدة مكافحة جرائم الابتزاز في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

اعتقال الشخصيات السعودية البارزة

وبدأت السعودية منذ حوالي الاسبوعين حملة اعتقالات ضخمة، بحق دعاة وأكاديميين بارزين في سياق حملة بن سلمان لتغريب المملكة، واعتقلت الشيخ البارز “سلمان العودة” والداعية محمد المنجد، بعد تحريض مستمر عليه من قبل حسابات سعودية، منذ بدء حملة الاعتقالات مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، لاسيما بعد أن تعاطف مع الشيخ المعتقل العودة.

وفي السياق ذاته، ذكرت حسابات سعودية أن السلطات اعتقلت الشيخ مناور النوب؛ لنشره تغريدات تتعاطف مع الشيخ سلمان العودة.

وقبل أيام، أكد ناشطون نبأ اعتقال الداعية الشاب نايف الصحفي، الذي اشتهر بمحاضراته الوعظية أمام تجمعات الشباب في مدينة جدة.

كما اعتقلت السلطات السعودية الشيخ محمد البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، وعضو رابطة علماء المسلمين، واعتقلت أيضا الشيخ محمد صالح المقبل، رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة المذنب، بمنطقة القصيم جنوبي السعودية.

كما طالت حملة الاعتقالات كلا من القاضي السعودي يوسف الفراج مدير مكتب وزير العدل، ووكيل الوزارة أحمد العميرة، كما رجحت المصادر اعتقال الأستاذ في جامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز الزهراني.

وكان المغرد السعودي الشهير باسم “مجتهد”، كشف في وقت سابق أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ينوي التخلص من أعضاء هيئة كبار “العلماء” بالتوازي مع أنباء تتحدث عن تقليص صلاحيات “الشرطة الدينية” في السعودية.

وبحسب المغرد مجتهد فان بن سلمان يستعد للتخلص من بعض أعضاء هيئة كبار العلماء المتورطين في “كتابات وتسجيلات فيها تأكيد صارم على الولاء والبراء ونواقض الإسلام”، وأضاف أن “الفكرة المطروحة أمامه لن تكون بإبعادهم كأفراد فقط، بل بإعادة تشكيل المؤسسات الدينية، وإلغاء هيئة كبار العلماء وإبقاء مؤسسة الإفتاء فقط”.

كما اعتقلت السلطات السعودية أشهر محلل اقتصادي في المملكة، وهو عصام الزامل، الذي ثارت بعد اعتقاله علامات استفهام عديدة من قبل السعوديين، وبخلاف غالبية المعتقلين في السعودية، لا يعد الزامل من المحسوبين على التيار المتشدد، ويحصر غالبية تغريداته في الحديث عن أمور اقتصادية، الأمر الذي أثار استغراب السعوديين، كما يعد الزامل بحسب مجلة “فوربس” بأنه أحد أهم الشخصيات في السعودية، حاز على العديد من الجوائز، وحظي بتكريم شخصي من الملك سلمان بن عبد العزيز قبل سنوات.

وسبق للزامل الحديث بشكل مبسط عن الوضع الاقتصادي السعودي، والتحذير بأنه “ليس بخير”، وهو ما دفع بمغردين موالين للحكومة إلى تخوينه، مستدلين بذلك على النقد، والنصح الذي يقدمه للحكومة، مقابل ثنائه على التجربة الاقتصادية التركية.

احتقان داخلي

واعتبر عدد من السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي أن النظام في بلادهم يرمي الطعم للشعب السعودي من خلال السماح للمرأة بالقيادة وغيرها من الامور التي تعتبر حقوقاً بسيطة جدا ولا يحتاج الى منية أحد ومن خلال هذا الطعم يقوم باعتقال الشرفاء والوطنيين لكبت الاصوات الاصلاحية وحتى الصامتة منهم.

في حين طالب مغرد سعودي على التويتر بعد الانخداع بهذا الطعم الذي يرميه نظام آل سعود، ورؤية الحقيقة المرة وهي أن العائلات السعودية من ذوي المعتقلين يعانون وتتسع دائرة المعاناة مع اتساع دائرة القمع والظلم، كما يزداد التعاطف الشعبي مع المعتقلين.

صحف عالمية: النظام السعودي قمعي وشمولي

من جانبها اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير جديد ان الحكومة السعودية “نظام قمعي”، يقوم “بوضع الكثير من القوانين الصارمة على الحياة الاجتماعية للمواطنين السعوديين”. وفي إشارة إلى الطابع الغامض للأمير السعودي محمد بن سلمان، فلقد أثارت هذه الصحيفة العديد من الأسئلة، عما إذا كان محمد بن سلمان هو مصلح يريد للسعودية أن تنضم إلى القرن الحادي والعشرين أم انه أمير صغير لا يملك التجربة الكافية والذي من الممكن أن تتسبب سلطته هذه في إدخال المنطقة في حالة من الفوضى.

واستعرضت صحيفة الغارديان البريطانية في مقالها “الظروف السياسية والاجتماعية في السعودية” وكتبت أنه في الأيام الماضية، قام المسؤولون السعوديون بموجة من الإجراءات والاعتقالات ضد المعارضين لهذا الانقلاب، فيهم عدد من علماء الدين ونقاد السياسات الحكومية السعودية والمنافسين السياسيين. وتأتي هذه الموجة من الاعتقالات أيضا وسط تكهنات مستمرة بأن الأمير محمد يجهز نفسه للوصول إلى العرش.

وكانت صحيفة “الواشنطن بوست” ذكرت أن السعودية باتت أشبه بزنزانة كبيرة، بعد حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية.

فيما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن محمد بن سلمان يخطط لتأسيس نظام شمولي لا يتسامح حتى مع الصامتين.

 الوقت

مقالات ذات صلة