وطارت الطيور بارزاقها

عمران نت- مقالات

حمدي دوبلة
كاد ابن سلمان ووالده الملك الكهل ومن فرط فرحتهما بزيارة ترامب إلى المملكة أن يُخرجا رعاياهما من الحثالة و”المطبلين”وهم ينشدون ابتهاجا وطربا بمقدم الرئيس الأمريكي: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.
بدا من خلال حفاوة الاستقبال والمبالغة في الاحتفاء وتزيين المدن وفرشها بالزهور والورود والإنفاق الهائل على التحضير والإعداد لهذه الزيارة وكأن القادم إليهم سيحمل الخلاص والنجاة للمملكة وسيمكنها من النصر المنشود في اليمن بضربة واحدة من عصاه السحرية بل أن هذا “الترامب” وبمجرد أن يتسلم مئات المليارات من الدولارات الجاهزة في الحقائب سيخرج المملكة وحكامها من المآزق والمحن التي أوقعت نفسها فيها بفعل السياسات الخاطئة والممارسات غير السوية التي جعلت من هيبة بلد غني مثل السعودية في أسوأ مستوياتها وحولت المنطقة وبلدانها إلى ساحات حروب وفتن وحرائق توشك أن تأتي على كل شيء جميل فيها وتطال بلظاها دول العالم قاطبة.
اخذ ترامب ومرافقوه من تجار الحروب والسلاح ومهندسو الصفقات المُربحة قرابة 600مليار دولار من الخزينة السعودية ورحلوا ومعهم غادر جميع المشاريكين في القمم الثلاث التي قيل عنها في الإعلام السعودي بأنها الحدث الأول من نوعه في التاريخ لينفضً سامر الرياض بعد أن طارت الطيور بأرزاقها تاركة الكثير من التساؤلات الحائرة عن جدوى مثل هذه “البهرجات” الإعلامية والاستعراضات العقيمة وهل من شان ذلك حقا أن يجعل من المملكة المتهالكة مهابة الجانب من جديد؟.
هناك من سيقول بان مملكة أسرة سعود الثرية حرة في مالها تفعل به ما تريد وتنفقه كيف تشاء وليس لأحد الحق في نقد تصرفاتها وما تمليه مصالحها أو ما تراه مناسبا في إدارة شؤونها الداخلية وعلاقاتها الدولية نعم قد يبدو مثل هذا الطرح منطقيا لكن الجميع يدرك بان زيارة ترامب وما رافقها من قمم ومن فعاليات متعددة لم تحدث إلا من أجل اليمن وشعبه الصامد ومحاولة إحداث هزة نفسية قوية في أعماق مجاهديه وأبطاله وخلق شرخ عميق في تماسك الجبهة الداخلية المقاومة للعدوان من خلال الظهور كدولة ذات شان يدعمها ويشد من أزرها العالم كله صغيره وكبيره..

نعم ليس هناك من هاجس غير اليمن يشغل بال حكام أسرة سعود ويعشش في عقولهم ولأجل تدميره وكسر إرادة شعبه فتحوا خزائن أموالهم وجمعوا ويجمعون أوباش العالم ومرتزقته وأقاموا القمم والمنتديات والتحالفات تحت عناوين وشعارات مختلفة..لكن الغريب حقا أن أحدا من أركان النظام السعودي الذي لم يترك وسيلة أو دربا لهزيمة اليمن إلا سلكه لم يفكر ولو قليلا بان من كل من جلبوهم واستعانوا بهم لقتل اليمنيين سواء كانوا دولا أو أفرادا أو كيانات ومنظمات سيرحلون في نهاية المطاف وسيبقى شعب اليمن في الجوار فهل من الحكمة مناصبته كل هذا العداء والتمادي في الأحقاد ونشر الضغينة وإذكاء نار كل هذه الثارات والانتقامات بين أبناء الشعبين الجارين ؟وهل تتوقعون أن تهنأوا برغد العيش ونعيم الأمن وقد سفكتم دماء كل هؤلاء الناس وخربتم مقومات حياتهم؟وهل كنتم في حاجة لإهدار أموالكم وطاقاتكم والمخاطرة بعروشكم وجعل ثرواتكم مطمعا لكل مرتزق ومتربص في هذا العالم من اجل إشباع غروركم والتعالي والاستكبار على جيرانكم الفقراء؟..
مجرد تساؤلات نطرحها بعد أكثر من 27شهرا من العدوان والحصار الغاشم وغير المبرر على اليمن وشعبه في مسلسل متواصل من العبث وغياب العقل والحكمة من قبل براميل النفط الخليجي وحضور “شيكاتهم”المجنونة التي لا تتوقف.

مقالات ذات صلة