عميدُ الأسرى عدنان الشحيفي: بعد مجازر عامَين وحصارنا وتجويعنا.. الصــمــت فـســالـة

عمران نت – متابعات :

الأسير المحرر عدنان عبدالله الشحيفي يفضَحُ المرتزقة المقنّعين وأساليب تعذيبهم:

من سيتخاذَل ويتحجّج ويتعذّر بعد المجازر والجرائم أصبح مشاركاً، يجبُ أن ننصُرَ اللهَ لينصُرَنا
•مع أني جريح كنتُ طوالَ 8 أشهر أسر أتلقى تعذيباً جسدياً حتى في المستشفى ممّن يرتدون القناعَ
•جرائمُهم ومعاملاتُهم تدُلُّ على نهجهم الذي يسيرون عليه هم وأولياؤهم
•أتمنى أن يثورَ الأحرارُ وذوو الحمية والدين وأنْ لا يطولَ الجمودُ والخضوع
•قاموا بوضع أسير في خزان كبير بداخله نيس ودحرجة الخزان بالصحراء

مَن يجب أن يحظَوا باهْتمَام كبير ولهم فضلٌ على الجميع هم المجاهدون في الميدان. وخُصُوْصاً الأسرى منهم الذين يتحملون عجرفةَ ومعامَلة المرتزقة لهم، لا الجوع ولا الظمأ ولا المعاملة غير الإنْسَـانية تثنيهم عن مواقفهم قيدَ أنملة، بل يصبرون ويحتسبون حتى يتحرّروا من الأسر.

التقينا بعميد الأسرى ومن المعدن الأصيل والبيت الصالح، أحد أبناء مديرية نهم، مَن والده في الميدان وأخوه شهيد وهو كان أسيراً.. الأخ المجاهد المغوار عدنان عبدالله الشحيفي. فإلى نص الحوار.

•مرحباً بك ضيفاً في النبأ اليقين أخي المجاهد عميد الأسرى عدنان الشحيفي؟

أهلاً وسهلاً بالنبأ اليقين والشكر الجزيل لكم؛ لاهْتمَامكم بهذا الملف الإنْسَـاني الذي حاز على رعاية خَاصَّةٍ في دين الإسْلَام، وهذا تشريفٌ كبيرٌ لي بأن أكونَ عميدَ الأسرى المجاهدين، وأرجو اللهَ أن يجعلَه خالصاً لوجهه الكريم ويتقبل الأجر، واسأله أن يطلقَ أسرانا بحوله وطَـوْلِه.
•بما أنك من أَبْنَاء نهم الأبية والتي كَسَرت الكثيرَ من الزحوفات.. كيف كانت معامَلةُ المنافقين معك أثْنَاء تواجُدِك لديهم؟

في الواقع أخي الكريم، إن المعاملَةَ كانت سيئةً جداً معي ومع الأسرى جَميعاً، جسدياً ونفسياً وأَخْــلَاقياً، أمّا من ناحية التعذيب والرعاية الطبية والنظافة لاحظت أنه انعدمت لديهم كافةُ القيم الإنْسَـانية والأَخْــلَاقية، مما كان مفاجئاً أن ترى هَذَا في أَبْنَاء جلدتِك اليمنيين.
•هل لك أن توضّح للقُرّاء الكرام وتنقل لهم ما عانيته طوالَ مدة مكوثِك لدى المنافقين المرتزقة لكي تتضحَ جلياً أعمالهم العدائية تجاه أبناء جلدتهم اليمنيين؟

بالنسبة لي فقد عانيتُ مُعَانَاةً شديدةً منذ بداية وصولي إلى المستشفى، حيث قاموا بعمل مُثبّت خارجي لرجلي اليُسرى وأخذوني بعد العملية مربوطَ العينَين وما زال الجرح ينزف، إلى مكان مجهول، كان الوقتُ تقريباً بعد منتصف الليل وتركوني افترش الأرضَ والتحف السماءَ وبدون علاج إلى الليلة الثانية وبدأت تشتدُّ المعاناة في زرائب المنافقين واستمر الحال بدون رعاية طبية ثمانية أشهر، ومع هذه المُعَانَاة والآلام كنت أتلقى بشكل مستمر تعذيباً جسدياً من قبل أَشْخَاص يرتدون القناعَ أثْنَاء التعذيب وتحقيقات مستمرة مع تقييد أطرافي وربط العينَين بشدة لساعاتٍ طويلة تتراوَحُ إلى أكثر من عشر ساعات. أَيْـضاً سلّطوا عليَّ أحدَ كلابهم يأتي في أنصافِ الليالي يدوسُ على الجرح بشدَّة وقسوة مع الضرب المبرح على رأسي وظهري وكامل جسدي حتى أقفَ على مَضَض بالأسلاك والعصي. وبعد ثمانية أشهر نُقِلَت إلى المستشفى بعد مرض شديد وكنت أعتقد أن المعاملَةَ ستخفّف، ولكن للأسف تم نزعُ المسامير وفوجئت بمعاملة سيئة جداً من قِبل المنافقين المقنَّعِين الذين كانوا مسؤولين على ذلك المكان في المستشفى.

أَيْـضاً الشخصُ الذي كان يقومُ بتعذيبي في السجن يأتي إلى المستشفى ويكملُ تعذيبَه ويلاحق الأسرى الجرحى لتعذيبهم وسَبّهم وإهانتهم بألفاظ بذيئة وسيئة نستحي أن نكتبَها أَوْ ننطقَ بها.

تفاصيلُ المعاناة يطولُ شرحُها، ولا يتسعُ المقامُ؛ لذلك سوف أختصر. معاملةُ الأسرى لها أشكالٌ مختلفةٌ وأساليبُ متنوعةٌ في التعذيب منها:

1- وضْعُ الملح على الجرح.

2- إرغامُ الأسير على الجلوس فوقَ شولة كهربائية وإحراق جلدته.

3- رشرشة الأسير بالماء البارد وتركُه ينامُ في البرد القارس.

4- تعليقُ الأسير مقيّداً على رأسه لمدة تتراوحُ من ساعتين إلى ثلاث ساعات مع الضرب أثْنَاء التحقيقات.

وأنقل لكم هذه المعلومات وكان بجانبي أثْنَاءَ الأسر الأخ الأسير المحرر خالد جيلان من أَبْنَاء محافظة الحديدة، وذكر لي بعضَ ما تعرض له بأنهم قاموا بوضعه في خزان سنتكس كبير بداخله نيس ودحرجة الخزان بالصحراء وهُناك من إخوتي الأسرى الذي لا يتسعُ المقامُ لذكر أسمائهم الذين كانوا يعانون أشدَّ المعاناة ويعذبون بطُرُقٍ مختلفة.

وأيضاً من ناحية العقيدة كانوا يمنعوننا من القراءة الجماعية لآية الكرسي وسورة ياسين والتسبيح الجماعي.
•نلاحظ الفرْقَ الشاسعَ بين معاملتنا الحسنة للأسرى سواء من مرتزقة الداخل أَوْ جنود آل سلول.. هل كان لهذا التعامل أثرُه في تخفيف من معاناتكم أم يزيدُهم سوءاً ومكابَرة؟.

بالنسبة للفرق بين معاملتنا للأسرى ومعاملتهم فمن الأرض إلى السماء، فأنا زُرْتُ بنفسي السجونَ الذي يتواجَدُ فيها أسرى المنافقين والمرتزقة وإذا بهم في غُرَف تمام، فيها شاشات التلفاز ولكل أسير سرير ينام عليه لوحده ودورة مياه نظيفة، وكذلك عندهم أناس يقومون على خدمتهم باستمرار. وهذه هي أَخْــلَاقنا وأَخْــلَاق مسيرتنا القرآنية المباركة.

أمَّا بالنسبة للتخفيف عنّا لم يحصل ذلك، كانت المعاملَة نفسُها لم تتغير، طوالَ المدة كانوا يبتكرون طرقاً عديدة للتعذيب والاساءة.
•ما ارتكبه الطيران في مدرسة الفلاح بنهم وغيرها من الجرائم البشعة يندى له الجبين هل مثل ذلك الإجرام سيدفع بالناس المتخاذلين إلى الالتحاق بإخوانهم المجاهدين بالجبهات ويقطع عليهم الاعذار الواهية والحجج الباطلة؟.

جرائمُهم ومعاملاتُهم تدُلُّ على خبثهم ومكرهم.. وَالظلمُ الذي يمارسونه يدل أَيْـضاً على النهج والخط الذي يسيرون عليه هم وأولياؤهم.

وَأعتقد أن كُلّ من سيتخاذَل ويتحجّج ويتعذر بعد هذه الجريمَة وعدة جرائم سابقة مثل جريمة الصالة قد أصبح مشاركاً لهم وراضياً بما لا يرضاه الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
•حاول الدواعش الزحفَ على عدد من الجبهات إلا أنها باءت بالفشل وَخُصُوْصاً في هذا التوقيت عندما نسمع بالعودة للحوار أَوْ طلب هدنة برأيك ما يقصدون من ذلك؟.

الهزيمةُ وانقطاعُ النفَس هي من تشعرهم اللجوء إلى الحوار. والهدنة كاذبة، أَيْـضاً الانهزامات الميدانية والمعنوية وانكسارهم برأيي هو الدافعُ لهم للعودة للحوار، وأريد أوضح في هذا السياق أنهم مجرد أدوات ليس لهم أيُّ رأي ولا كلمة، الكلمةُ بيد أَمريكا و”إسرائيل” وحليفتهم السعودية.
•ما رسالتك لمَن لا زال إلى الآن ملتزمَ الصمت والحياد بعد العامَين من العدوان وكذلك بعد ارتكاب المجازر البشعة بحق الشعب اليمن بأكمله؟

اللهُ المستعانُ بعد هذا كله وبعد حصارنا ومحاولة تجويعنا نرضى بهذا ونخضع، إن الله سبحانه وتعالى سيغضَبُ علينا، وإنها فسالةٌ في حق الله وخلق الله.

يجب وجوباً حتمياً أن ننصُرَ الله لينصرَنا، وهذا وعده وهو الذي لا يخلف الميعاد. أناشدُهم اللهَ أن يتحركوا ويرفضوا الظلم والعدوان فإن الله لا يرضى لمَن يرضى ذَلك.
•ما هي آخر رسالة تريدُ توجيهُها في ختام هذا الحوار المقتضب؟.

أتمنى أن لا يطولَ الصمتُ والجمودُ والخضوعُ، وأن يثورَ الأحرارُ وذوو الحمية والدين أُولئك اليمنيون الذين امتدحهم رسولُنا الأعظم صلواتُ الله عليه وعلى آله وسلم بالحكمة والإيْمَان.

وأطلبُ من الجميع الدعاءَ للأسرى والمجاهدين، واسألُ اللهَ أن يثبّتَ أقدامَ المجاهدين، وأن يُطلِقَ أسرى المؤمنين أجمعين..

اللهُ أكبر، الموتُ لأَمريكا، الموتُ لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصرُ للإسْلَام.

مقالات ذات صلة